نالت مسرحية "مونالويزا" اعجاب الجمهور الذي حضر للعرض الرائع الذي قدمته فرقة مسرح باتنة الجهوي في مسرح" ميامي" بوسط القاهرة في اطار مهرجان المسرح العربي في دورته ال 13 التي تحتضنه مصر ويدوم الى غاية 30 ابريل الجاري. ولم تكن لغة الحوار الذي استعملت فيه مفردات العامية الجزائرية عائقا امام تصفيق الجمهورللعرض الجيد والحركات الايقاعية الاحترافية لممثلين اثناء هذا العرض الذي حمل لمسات ابداعية للمخرجة الشابة تونس آيت علي ووزعت ادواره الرئيسية بين ثلاثة شخوص هم سعاد خلفاوي (زبيدة ) في دور مساعدة الرسام وريمة عطال (لويزة) التي تتقمص شخصية"موناليزا"المراة التي خلدها الفنان الايطالي الشهير ليوناردو دافنشي في لوحته ذائعة الصيت وحسين بن سمشية ( راسم ) الذي يتقمص شخصية "دفنشي". والقصة التي تم اقتباسها في شكل درامي من طرف الكاتبة والباحثة الجزائرية المتخصصة في المسرح جميلة مصطفى الزقاي من قصيدة نثرية للكاتب المسرحي المصري سعيد نصرسليم تدور احداثها داخل مشغل الرسام في حوار درامي يصور معاناة المراة ومقاومتها من اجل انتزاع الاعتراف باختيار حريتها واثبات نفسها كانسان له احاسيس في مجتمع رجولي اناني -- الاسقاط على المجتمع الجزائري والعربي عموما -- يريد المرأة كشئ يرسم هو احاسيسها ومشاعرها وفق اهوائه ورغباته بل ويذهب الى حد محاولة ان ينتزع منها الاعتزاز بالتميز بملامح متفردة وينظر اليها على انها شخص اخر حلم بحبه وذلك في عرض ملئ بالرموز والدلالات . وتقول المخرجة ايت العربي في تقديم موجز عن مضمون المسرحية ان القصة مبنية على صورة "موناليزا" لدافنشي هذه اللوحة الغامضة التي "اخذت" للجزائر لتتكلم لنا بلغة عامية بسيطة على المراة الجزائرية ومعاناتها (...) في كل النواحي السياسة والاجتماعية وغيرها .ولفتت الى ان المسرحية في ظاهرها تريد ان تتحدث عن هذه المراة " مونالويزا " التي تحمل بسمة غامضة والحزن يلف وجهها وتذمرها من ذلك وتطلب من الرسام ان ينزع عنها هذه الابتسامة ويعطيها حريتها فهي لا تريد عشقه لها بل ان يخلصها من اللوحة التي سجنها فيها . كما تحكي الدراما على لسان الرسام (راسم ) عن علاقته ب"مونالويزا" وعلاقة فن الرسم بالسياسة ويظهر في الحوارعشقه ل"لويزا" لكن لا نعرف اذا كان هذا العشق هو للمراة المرسومة او لامه ... واضافت انه في نفس هذه الحكاية هناك مساعدة الرسام ( زبيدة) التي يقع بينها وبين " لويزا" صراع بسبب حب (راسم ) وكذا بينها وبين الرسام الذي تعاتبه على نكران مشاعرها واحاسيسها رغم السنوات التي ضيعتها في خدمته. وخلصت الى ان خاتمة المسرحية تترك الحكم على موقف وتصرفات الرسام للتاريخ وهي اشارة-كما قالت - الى ان الحكم على الفنان سواء كان رساما او ممثلا او مغنيا لا بد ان يكون بناء من موقفه وقناعة بشان ما ينجزه من اعمال. وبشان تقييمها للنتائج التي حققتها المسرحية حتى الان قالت ايت علي ان عرض اليوم بالقاهرة هو اول عرض خارج الجزائرلكن العروض التي قدمت في الجزائر لهذه المسرحية -- التي تم انتاجها في 2015 -- سواء في باتنة او غيرها لقت فهما من الجهور وكان هناك تفاعل مع شخصياتها وهذا بالنسبة لنا يعتبر نجاحا . واشارت الى ان التطرق للمواضيع السياسية في النص لم تكن محل "احراج " وان المسرحية حصلت في المنافسة الاخيرة بعنابة على جائزيتن ونعتبر ان هذا العمل الفني اخذ طريقه الصحيح. وبالنسبة لتجربة الاخراج قالت ايت علي ان تجربتها وان كانت في بدايتها تعتبرمشرفة وحتى اذا كانت هناك نقائص في عرض ما يتم تداركه لاحقا مشيرة الى ان طلب المسرح الجهوي لباتنة الذي يعتبرمسرحا ذا نوعية وذوق رفيع للاستعانة بها في العمل المسرحي والاخراج يعتبر امرا مشرفا. وذكرت ان الجزائرعموما تعتبر مدرسة متفردة في المنطقة العربية معروفة بمسرحها الواقعي والملتزم الذي يعكس رسالة وابداع شبابي بالخصوص . يذكر أن الجزائر تشارك في مهرجان المسرح العربي كضيف شرف وقد تم يوم الاحد تكريم فرقة مسرح باتنة على مساهمته في الدورة حيث يقدم الثلاثاء عرضا ثانيا (مونولوج) تحت عنوان "وردة" تقدمه المسرحية تونس ايت على مع الاشارة الى الدورة 13 للمهرجان تشارك فيها فرق هواة من 9 دول عربية غاب بعضها .