أضفت مسرحية "مونالويزا" لمسرح باتنة الجهوي نهاية الأسبوع سحرا على الخشبة في عرضها العام وسط حضور ملفت لعشاق الفن الرابع ب"عاصمة الأوراس". وتابع الحضور باهتمام العرض الذي افتتح به مسرح باتنة الجهوي موسمه المسرحي لسنة 2015 وصفق مطولا للشخصيات الثلاث التي جسدت واقع المرأة في مختلف أدوارها الاجتماعية بلمسة فنية أبدعت فيها المخرجة تونس آيت علي حسب الممثل الهاني محفوظ الذي عمل في المسرحية مساعدا للمخرجة. وحاول عرض "مونالويزا" الذي عالجته دراميا المختصة في المسرح جميلة مصطفى زقاي عن قصيدة نثرية لأستاذ الفنون الدرامية المصري سعيد نصر سليم الغوص في هموم المرأة من خلال البحث في ماهية الابتسامة المبهمة والغامضة للموناليزا المرأة التي خلدها الرسام الإيطالي الشهير ليوناردو دفينشي في لوحة لم يعرف تاريخ الفنون أجمل منها. ولم تخف مخرجة المسرحية أن القصة تحكي عن مأساة المرأة في المجتمع الجزائري والعربي "انطلاقا من الرد عن تساؤلات حول ابتسامة الموناليزا لكن بتفكير وفلسفة جزائرية". وتحكي مونالويزا ببساطة قصة حب رجل فنان لشخصية افتراضية عشقها و ملكت كيانه رغم وجود امرأة حقيقية "من لحم ودم" في حياته وإلى جانبه تحبه لكن دون أن يشعر بها، مما يصنع جوا مكهربا مشحونا بالغيرة النسوية في قالب كوميدي تراجيدي أو ما يصطلح عليه في عالم أب الفنون ب"الكوميديا السوداء". وأكد مساعد المخرجة الفنان محفوظ الهاني أن السيدة تونس استطاعت أن تضفي لمسة خاصة على المسرحية لاسيما من الناحية الإخراجية، حيث ابتعدت نوعا ما عن المسرح الواقعي وحاولت صنع فضاءات من خلال السينوغرافيا مما أعطى للممثلين على الخشبة علاقة خفية مع اللوحة أو الشخصية الافتراضية تمنحهم القوة في إخراج كل طاقاته الداخلية وهو الأمر الذي كان إضافة في العرض. من ناحية أخرى، أبدى الجمهور الذي اندمج حوالي ساعة مع شخصيات العرض رضاه الكبير على المسرحية وأبطالها الثلاثة الذين برعوا في تجسيد أدوارهم بعناية فائقة رغم أنهم في بداياتهم الأولى في عالم الخشبة. وأكدت مديرة مسرح باتنة الجهوي تيغزة مباركة أن مسرحية "مونا لويزا" مبرمجة للعرض يوم 7 مارس المقبل ضمن فعاليات المهرجان الوطني للمسرح النسوي الذي سيحتضنه مسرح "عز الدين مجوبي" بعنابة، وذلك في الفترة ما بين 5 و12 مارس المقبل، مؤكدة أن مسرحية ثانية بعنوان "الحطاب" هي حاليا قيد الإنجاز بمسرح باتنة.