لا تزال العديد من العائلات القاطنة داخل البيوت القصديرية الواقعة على مستوى الحي القصديري " اولاد ناصر " بولاية الجلفة ، البالغ عددها نحو 274 عائلة ، تنتظر لحظة الفرج، على أمل أن تلتفت إليها السلطات المحلية لبلدية الجلفة لتنتشلها من المعيشة الصعبة التي يتخبطون فيها، نتيجة انعدام أهم مؤهلات العيش الكريم، داخل تلك البيوت القصديرية التي تعرف وضعية كارثية بسبب هشاشتها وتشقق جدرانها عن آخرها. بالإضافة الى انعدام الكهرباء حيث يستعمل عدد من السكان الشموع وماء الشرب وقنوات الصرف الصحي، ما دفع بالسكان إلى استعمال الحفر العفنة،رغم ما تشكّله من خطورة على الصحة العمومية. فضلا عن هاجس الأمراض المتنقلة عن طريق المياه، الذي يبدي السكان مخاوفهم منه، جرّاء غياب ماء الشرب كما، أنه توجد مخاطر بالجملة في هذا التجمع السكني القصديري من عصابات للسرقة وأخرى للمتاجرة بالمخدرات ''مهددة حياة السكان في أية لحظة''، ، فأصبح مصدر خوف وقلق لدى السكان. الظروف الاجتماعية لقاطني الحي تأثرت بهذه العوامل، حيث تتجلى آثارها على ملامح وسلوكات الأفراد وظروف العيش، حيث تسجل حالات عديدة للانقطاع المدرسي للأطفال. وأكد السكان أن المعاناة التي يتخبطون فيها تزداد حدة يوما بعد الآخر بسبب تسرب كميات من مياه الأمطار التي صارت تتخلل جدران تلك السكنات خلال كل موسم شتاء، خاصة وأن البيوت تتحول إلى شبه مسابح يغرق فيها أفراد تلك السكنات، بما فيها أفرشتهم وأثاث منازلهم وما زاد من استياء السكان هو عدم تدخل السلطات المحلية لإخراجهم من تلك المعاناة التي باتت تعصف بهم يمينا وشمالا. ولم يتوان سكان حي '' أولاد ناصر '' عن تشريح وضعيتهم الصعبة في تلك السكنات، بالقول إن: ''معاناتهم تزداد سوءا بمرور الأيام، وصارت تدفع بعضهم إلى المبيت في العراء خشية التعرض لانهيار مفاجئ للجدران، بسبب تقلبات الطقس، كغزارة الأمطار، واشتداد قوة الرياح''. ... النفايات تحتل الموقع وتنذر بكارثة بيئية وتحدثت لض العائلات " للمسار العربي " عن معاناتهم مع انتشار الأوبئة، خاصة في ظل ارتفاع حجم الأمراض التي تحاصرهم من كل جهة بدءا بالرطوبة العالية التي تعم البيوت القصديرية وتصيبهم بالأمراض، حيث أكد عدد من سكان '' أولاد ناصر '' إصابة فردين من كل أسرة على الأقل بأمراض الحساسية الشديدة، ناهيك عن تعرض بعض المقيمين بهذا الحي إلى إصابات أخرى من الأمراض، نتيجة التلوث البيئي أو لسعات العقارب في الصيف ، و يجدر بالذكر أن النفايات الموزعة على مستوى الحي تشكل خطرا كبيرا على العائلات القاطنة هناك، خاصة منهم الأطفال الصغار والرضع. كما اشتكى سكان الحي طويلا من مرارة غياب مادة الغاز الطبيعي عن الحي، الأمر الذي يدفعهم إلى السعي يوميا خلف قارورات البوتان، تأمينا لهذه المادة الأولية، المستعملة في الطهي والتدفئة، في مثل هذه الأيام الباردة من السنة. أما أرباب العائلات فإن معظمهم يشتغل في البناء، في حين يعاني عدد لا بأس به من البطالة. إذ أنهم لا يستطيعون توفير تكاليف تمدرس أبنائهم، إلا بصعوبة كبيرة بسبب الفاقة. وعليه طالب سكان حي '' أولاد ناصر '' القصديري تدخل والي الولاية لانتشالهم من هذه الوضعية التي عاشوها مدة قرابة 20 سنة وكان آخر إحصاء لهم سنة 2007 .