حاز الفيلم التونسي "النخيل الجريح" لعبد اللطيف بن عمار على جائزة "الهقار الذهبي" لمهرجان وهران السينمائي، الذي اختتم فعاليات دورته الرابعة مساء الخميس ، فيما آلت جائزة أفضل سيناريو للفيلم المغربي "المنسيون"، وحصد الجزائر البلد المنظم جائزتي أفضل دور رجالي وأفضل دور نسائي بشكل جماعي لأبطال الفيلم الجزائري "الساحة" للمخرج دحمان أوزيد، وحصل الفيلم اللبناني"شتي ياديني" لبهيج حجيج على جائزة أفضل إخراج، فيما منحت لجنة التحكيم جائزتها للفيلم العراقي"كارنتينا" لعدي رشيد. يعد "النخيل الجريح" المتوج بالجائزة الذهبية للمهرجان إنتاجاً تونسياً جزائرياً مشتركاً، وتدور أحداثه حول "معركة بنزرت" سنة 1961، ويستعرض خلاله المخرج حقبة زمنية من النضال التونسي وتاريخ عدد من البلدان المغاربية، ومنها الجزائر بالخصوص، والتي يعتبرها المخرج ذات تاريخ مشترك مع تون ، .ويشارك في بطولته ليلى واز وناجح ناجي من تونس، وحسان كشاش وريم تاعكشوت من الجزائر، وسبق لهذا العمل أن توج في الدورة السابقة لأيام قرطاج السينمائية بجائزة "لجنة تحكيم الأطفال". وباركت وزيرة الثقافة في الجزائر خليدة تومي " تتويج الفيلم التونسي "النخيل الجريح"، مثنية على هذه الخطوة الإنتاجية التونسيةالجزائرية المشتركة. وأضافت: "الجزائر تفتح ذراعيها لكل السينمائيين والمنتجين التونسيين والعرب من أصحاب المشاريع الرائدة في سبيل النهوض بالثقافة والإبداع العربي".وتابعت: "ليس لنا أي خيار كعرب أمام الغزو الثقافي الأجنبي الذي اكتسح ثقافتنا ومجتمعاتنا إلا التكتل والاتحاد للبحث عن حلول لمشاكلنا وخلق سبل وآفاق ممكنة لتمويل المشاريع الثقافية العربية المشتركة".وشهد حفل توزيع الجوائز استياء بعض النقاد المصريين، خاصة وأن الفيلم المصري الوحيد المشارك في المسابقة الرسمية "ميكروفون" خرج خالي الوفاض بعد توقعات له بنيل جائزة ولو من باب"المجاملة" للحضور المصري وعودة العلاقات المصرية الجزائرية إلى سابق عهده ، .واتهمت الناقدة المصرية صفاء الليثي لجنة التحكيم ب"التسييس" والانحياز للفيلم التونسي، مؤكدة أنه لا يستحق نيل الجائزة الأولى للمهرجان. وأضافت: "الفيلم ينتمي للسينما القديمة وأفلام الستينات، وأعتقد أن توزيع الجوائز كان مسيساً، وهناك انحياز واضح للإنتاج المشترك التونسيالجزائري". كما استغربت الليثي إحراز الفيلم المغربي "المنسيون"، والذي أثار قضية الدعارة في المغرب العربي، جائزة أفضل سيناريو. ووصفته ب"القديم". وقالت "إن أفلاماً عربية كثيرة تناولت هذه القضية بشكل أكثر حرفية" على حد تعبيرها.وأعادت الناقدة المصرية عدم نجاح لجنة التحكيم في قراراتها المتعلقة بأحقية هذا الفيلم أو ذاك في نيل الجائزة إلى وجود روائي على رأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة. وتابعت: "أعتقد أن هذه مشكلة عويصة تواجهها أغلب المهرجانات السينمائية. حين تجلب روائي في لجنة تحكيم مهرجان سينمائي فإن رأيه يكون خارج عن الموضوع". وكان الروائي الجزائري رشيد بوجدرة ترأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة في المهرجان رفقة كل من الناقد المغربي أحمد بوغابة، واللبنانية كوليت نوفل، والمنتج الإماراتي عبدالله حسن أحمد، والموسيقي التونسي ربيع الزموري، والفنانة التشكيلية هيلدا حياري، فيما قررت الممثلة السورية سوزان نجم الدين مغادرة المهرجان لظروف صحية ومنحت صوتها للجزائري بوجدرة. هذا وحاز الفيلم التونسي القصير "صابون نظيف" لمليك عمارة، و"الفيلم السعودي "قراقوز" للمخرجة عهد كامل مناصفة على الجائزة الأولى لمسابقة الأفلام القصيرة.