إحدى الأسر التي تعيش في القمر نشرت إعلانا في إحدى الجرائد تبحث فيها عن كلبها الضائع، ومكافأة مغرية لمن يدل عليه أو يعثر عليه، وصدق عادل إمام حين قال " وللكلاب حظوظ "، لا أريد أن أثير جمعيات الرفق بالحيوان، إن استغربنا هذا الانشغال الكبير بالسيد " كلب " الذي ضاع، ولكن هو وضع غريب صار يعيشه المجتمع في الكثير من طبقاته، حيث ما عاد للإنسان قيمة تذكر ، وكل إنسان يزن حسب ماله فإن كان معك دينار " تسوى "دينار وإن كان عندك مليار "تسوى" مليار وإن لم يكن لك شيء فأنت " ما تسواش " حتى ولو كنت أعلم الناس في الطب وكل العلوم ، هذا هو المنطق الذي يسير عليه الناس، لدرجة أن بعض الكلاب صار لها مكانة أرفع من البشر ، بعض هذه الكلاب المحظوظة تعيش عيشة يتمناها بؤساء " سكوار ، ومشردو العاصمة " وحتى بعض الذين يتمنون الحرقة من فرط الدلال فهي تركب الهامر والمرسيدس وتأكل أكلا خاصا ومعالجا فغي الخارج مع كل الفيتامينات من الفيتامين "أ" إلى الفيتامين "س " . يمكن لأي أسرة أن تهتم بكلب وتعتني بالقطط وحتى بالتماسيح إن لم تشكل خطرا على الجيران والمارين من الطريق العام، ولكن أن تصبح هذه الكلاب والقطط و ربما حتى بعض الحيوانات المفترسة رقما فاعلا داخل الأسرة فذلك لا يدل سوى على أن بعض من بنو جلدتنا انحدروا إلى عالم الغابة، وفي انتظار حصة " بلاغ في فائدة الكلاب "في وسائل الإعلام أتمنى لو أعثر على هذا الكلب وأنال مكافأة .