اشتكى سكان بلدية عين الرمانة النائية الواقعة جنوب ولاية البليدة من المشكلة المطروحة منذ سنوات عدة أضيفت إلى جملة المشاكل و العقبات غير المنتهية وقفت حجرة عثرة أمام تقدم المنطقة و المتمثلة خاصة في قضية قطاع الصحة الذي يعيش حالة من الركود التام و التأخر الشديد بسبب شبه غياب تام للمؤسسات الصحية و الموجودة منها تفتقر لأدنى الشروط اللازمة التي يحتاجها المواطن بصفة يومية و على رأسها مستلزمات مصلحة الاستعجالات التي لا تكاد ترى فيها ما يوحي إلى أنها مصلحة خاصة باستقبال أصحاب الحالات المستعجلة و ذالك بسبب فقرها الكبير و انعدام أغلب الأدوية و أدوات الإسعافات الأولية و الحاجيات الضرورية ناهيك عن باقي المصالح التي تعيش بدورها نقصا فادحا في الخدمات المطلوبة من قبل المواطنين خاصة و أن المنطقة تبعد على أقرب عيادة متعددة الخدمات بحوالي 11 كلم أو 16 كلم و هي الواقعة ببلدية موزاية أو تلك الواقعة بالعفرون اللتان تعيشان أيضا نفس الحالة تقريبا و ليس باستطاعتهما حتى سد حاجيات سكان المنطقتين فكيف بها أن تستقبل مرضى من مناطق أخرى . هذه الحال المزرية لقطاع الصحة بعين الرمانة ذات الكثافة السكانية المتجاوزة ل 20 ألف ساكن خلقت لديهم تذمرا شديدا كثيرا ما طالبوا بتحسينها من قبل السلطات الوصية و على رأسها المصالح الولائية و المديرية الولائية للقطاع و ذالك للقضاء على شبح رحلة البحث عن وسائل للنقل تسمح لهم بنقل مرضاهم إلى موزاية أو إلى باقي مستشفيات البليدة التي ربما لا تستطيع استقبال العدد الهائل من طالبي خدماتها و هذا نظرا لاكتظاظها ،و لعل أبرز شيء يخشاه و أصبح يمثل لدى أبناء البلدية النائية كابوسا حقيقيا هو التنقل من مصحة أو من عيادة إلى أخرى من أجل استقبال النساء الحوامل ، لذالك يلح أهالي عين الرمانة على مسؤولي المنطقة بضرورة التكفل بهذا المشكل الذي يعد قضية جوهرية بالنسبة لهم و الإسراع في توفير مؤسسات صحية قادرة على توفير خدمات أحسن و ترفع عنهم معاناة طال انتظار حلها . من جهته فإن قطاع النقل يعرف عجزا تاما في توفير الخدمات المطلوبة للسكان و يرجع ذالك إلى عدة أسباب أهمها قدم حظيرة وسائل النقل التي لا تزال تضم حافلات قديمة يرجع تاريخ تصنيعها إلى سنوات السبعينات و الثمانينات من القرن الماضي مع معاناتها من الاهتراء و الضيق الشديد لا تصلح لنقل المسافرين ناهيك عن الصعوبة الكبيرة التي تتلقاها هذه الأخيرة عند التوجه إلى عاصمة البلدية الواقعة وسط سلسلة جبلية وعرة و يعود ذالك إلى ارتفاعها الشديد مع احتوائها على انحرافات و ممرات خطيرة مصحوبة بمشكل الطرق المتشققة و الضيقة يصعب على أصحاب الحافلات المرور عليها وهو ما يضطرهم إلى تخفيض السرعة تجنبا لحوادث المرور دون إهمال قضية الوقت الطويل و الممل الذي يفرضه أصحاب هته الوسائل على المسافرين من أجل الانطلاق حيث ينتظر هؤلاء امتلاء الحافلة عن آخرها من أجل التحرك و الذي ربما قد ينتظر فيها مستعمل هذه الأخيرة مدة زمنية تصل إلى أكثر من ساعة.و لا يزال أبناء بلدية عين الرمانة ينتظرون التفاتة مسؤوليهم من أجل اخراجهم من أوحال التخلف و توفير حياة أفضل مثلما يتمتع بها سكان البلديات المجاورة.