تم أمس بالجزائر العاصمة إطلاق المكتبة الرقمية المغاربية للعلوم تنفيذا لمذكرة التفاهم التي جمعت بين وزارة التعليم العالي و البحث العلمي بالجزائر ومؤسسة البحث و التنمية الحضارية الأمريكية. كما تأتي هذه المبادرة وفقا لاتفاق التعاون حول العلوم و التكنولوجيا المبرم بين الجزائر و الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 2006. و في كلمة ألقاها بالمناسبة اعتبر وزير التعليم العالي و البحث العلمي رشيد حراوبية هذه المكتبة الرقمية "ثمرة أولى" للتعاون بين الوزارة و مؤسسة البحث و التنمية الحضارية الأمريكية و هي العملية التي أدرجها ضمن المسعى الرامي إلى تطوير المراكز التي توفر مصادر المعلومات و التوثيق لفائدة الأسرة الجامعية و إثراء المخزون الوثائقي من خلال إدماج الوسائط الرقمية. وقد جر حفل إطلاق هذه المكتبة بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي رشيد حراوبية وسفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر دفيد بيرز. كما أشار إلى أن هذه الخطوة تعد "أحد مظاهر انفتاح الجامعة الجزائرية على محيطها العلمي الدولي من خلال إرساء شراكات متعددة" بالإضافة إلى كونها "تعبير عن إرادة القطاع تحسين سبل النفاذ إلى مصادر المعلومات من خلال تطوير مكتبة رقمية". و ستترافق هذه العملية بتنظيم ورشات تكوينية لتأهيل مستخدمي هذه الخدمة التي تأتي ل"تعزيز المجهودات التي تم بذلها لغاية الساعة في مجال التوثيق و على رأسها "النظام الوطني للتوثيق عبر الخط" الذي يسمح بالوصول إلى أزيد من 15 ألف مرجع". و تجدر الإشارة إلى أن النظام الوطني للتوثيق عبر الخط هو نظام عملي يشمل كل مجالات البحث العلمي وضع تحت خدمة الباحثين الجامعيين و الطلبة ما بعد التدرج منذ نوفمبر المنصرم مع تمكين 87 معهدا تابعا للوزارة من الإستفادة منه. غير أن هذه الجهود تظل من منظور الوزير "غير كافية إذا لم يكن هناك تحول في الذهنيات" ليشدد على "ضرورة تكيف الباحث الجزائري مع المعطيات الجديدة التي تبرز عبر العالم في مجال التوثيق" حيث عرفت الوثائق "تطورا كبيرا" في الشكل بتحولها إلى الصورة الرقمية. و أكد في ذات الصدد أن المكتبة الرقمية المغاربية هي خطوة "ستعزز من التعاون الثنائي مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في مجالي العلوم و التكنولوجيا مما من شأنه الرفع من نوعية التعليم و سبل البحث".