تحت شعار - بلاصتي ماشي في الكوزينة بلاصتي وين نحب - انطلقت في فضاء صابلات بالعاصمة عصر أول أمس تظاهرة الجري النسوي خرجت فيه النطيحة والمتردية وما ترك السبع وليس ما اكله، للركض والجري فقط هربا من المطبخ وواجبها، وكما قالت احداهن في تعليق لها في رسالة موجهة للرجال - اذا اردت تناول الشربة فتعلم طبخها وحدك- على أساس انها في عصمة رجل ويمكنه تسيير بيته . و يوجد من بين المتردية والنطيحة ممن شاركن في هذه التظاهرة من يسبق اسمهن حرف -دال- و ان كان هذا الحرف له علاقة بصفة الدكتور فإنه هنا تحول إلى صفة أخرى سواء بالنسبة للذكور الذين شجعوا ونظموا هذا - البخس- ونحن على ابواب ليلة القدر او فيها، او تلك الاناث اللائي لا يملكن من الانوثة سوى الاسم وزاد بختهن اكمل على ما بقي لهن من أمل في التحول الى عالم الانوثة والنساء ، وعلى القارئ الكريم أن يفسر هذا الحرف كيفما اتفق، والظاهر أن عالم الرجال في هذه البلاد في طريقه للانقراض تماما كما هو الشأن بالنسبة لعالم الاسود التي تراجع تعدادها بشكل رهيب، لهذا يزدهر نمو البقر والحمر الوحشية للحد الذي صار فيها النهيق والخوار يعلو فوق كل الأصوات. فلطالما كانت أمي تطبخ وتتفنن في اعداد مائدة طعام اسرتها سعيدة بذلك وتبذل عطاء تلوى آخر ولطالما رأيت اخواتي البنات يتنافسن في اعداد مائدة رمضان رغم ما نالهن من تعب اليوم في عملهن الرسمي، وليس لي في هذا المقام سوى ان اقبل جباههن على السعادة التي صنعنها في جو رمضان هذا رغم انهن من حقهن عدم فعل ذلك، لكن الحر حر ولو مسه الضر، والمطبخ لمن لا تملك نون النسوة ليس نقيصة شأن لأي امرأة كانت ولا هو عار وجب الهروب منه ولا تهرب منه الا تعيسة حظ ومكسورة يد، فهو لمن لا هواية لهن سوى الجري هواية وفن، وعلى العموم كنا سنتفهم لو خرج هذا القطيع مطالبا بمساعدة الرجل لهن في أعمال البيت كان الأمر سيتحول الى نداء استغاثة نقبله ونثمنه ولكن أن يكون الأمر خلفه - ان- واخواتها وشياطينها فالأمر يستدعي العجب في زمن العجب ما عدنا نفرق فيه بين الست عنايات وعمي رجب.