باتت كتب الطبخ وحتى القنوات الخاصة المهتمة بتعليم أساسياته وفنياته، ملاذ الكثير من النساء خلال الشهر الفضيل الذي تتنوع فيه الأطباق، حيث تسعى كل امرأة إلى إثبات مهارتها من خلال تزيين مائدتها في هذا الشهر الكريم بأشهى وأبهى المأكولات، ولعل الملاحظ خلال السنوات الأخيرة؛ الإقبال الكبير للنساء وربات البيوت وحتى الشابات على المنتديات في بعض المواقع الخاصة بعالم المرأة وكذا الحصص التلفزيونية الخاصة بتعليم فن الطبخ، والتي يزداد الطلب عليها أكثر في شهر رمضان. فبعد أن كان تحضير الوجبات مقتصرا على ربة البيت خلال هذا الشهر الذي يكون الخطأ فيه غير مسموح من قبل الزوج، احتلته اليوم البنات لتعويض أمهاتهن، حيث باتت البنت تنافس والدتها في تحضير أشهى وأبهى الأطباق العصرية بالاعتماد على وصفات الكتب والقنوات الخاصة بالطبخ، لتثبت أنها طباخة ماهرة وتجتهد لإرضاء عائلتها وإخوانها بتميز أذواقها وإثبات قدراتها في ذلك، كما تحضر نفسها لبيت الزوجية مستقبلا. فرمضان يعد فرصة كبيرة للبنات للتأكيد على قدرتهن في تحمل المسؤولية، حيث يعد المطبخ، حسب الكثير من الأمهات، الامتحان الأول الذي تمتحن فيه البنت في بيت الزوجية، فإما أن تؤكد قدرتها على السيطرة عليه، وإما أن تتعرض لانتقادات لاذعة من قبل حماتها وأهل زوجها. ولعل العروس المتزوجة حديثا هي أكثرهن عرضة لمثل هذه المواقف، فقصد تفادي الانتقادات والوصول إلى قلب زوجها وحماتها، تلجأ بعض العرائس إلى الكتب والقنوات الخاصة لاقتباس الوصفات، خاصة إذا كانت عاملة، حيث تسعى إلى التوفيق بين الطبخ والعمل، وتحاول كل واحدة إثبات قدراتها لكسب إعجاب زوجها بإعداد أشهى الأطباق التي تزين مائدة الشهر الفضيل، من خلال التفنن في إعداد الأطباق التقليدية وحتى العصرية وهو ما وقفنا عليه عند بعض المتزوجات حديثا، حيث قالت السيدة لامية وهي عاملة بشركة دواء خاصة؛ إنها تزوجت قبيل رمضان بشهرين فقط وكانت خائفة جدا من حلوله، كونها تعيش مع أهل زوجها، الأمر الذي استدعى منها أخذ إجازة للتفرغ للمطبخ خلال هذا الشهر، حيث أكدت أنه وبمجرد الإعلان عن رمضان انتابها خوف كبير من إعداد الفطور والدخول إلى المطبخ، غير أن الخوف زال تدريجيا مع مرور الأيام الأولى من رمضان، حيث تمكنت من السيطرة على الموقف، كما قالت بأن الفضل يعود إلى القنوات الخاصة في مجال الطبخ، والتي باتت تعلم المرأة أبسط الطرق في وقت قصير، حيث لا تغادر غرفتها لساعات حتى تتمكن من كتابة الوصفات التي تقوم بتحضيرها في المساء، والتي لقيت استحسانا من قبل زوجها وأهله بالرغم من أنها امرأة عاملة. أما السيدة هبة متزوجة منذ ثلاثة أشهر، فقالت بأن أقصر طريق للوصول إلى قلب الرجل هو معدته، وأضافت؛ تزوجت حديثا ولم أألف طباع زوجي بعد، مشيرة إلى أنها منذ شهر اقتنت مجموعة من الكتب الخاصة بالطبخ بحثا عن أجمل الأطباق، كل ذلك في سبيل إرضاء زوجها". أما نور متزوجة منذ 5 أشهر، وهي من مدينة وهران، أكدت أن العادات والتقاليد تختلف من منطقة لأخرى، وأنه من الصعب التأقلم بسرعة مع عادات كل عائلة، لذا فهي تحرص على تعلم الأطباق التي يحبها زوجها قائلة: "حضرت نفسي مسبقا لكي أتجنب أي تعليق من زوجي وعائلته، فأحيانا أقوم بتحضير أطباق مدينتي، حيث أن الحريرة وجدت صدى عند أهل زوجي، وباتوا يطلبونها بدل شوربة "الفريك" وأحيانا أساعد حماتي في تحضير الأطباق القسنطينية المشهورة. غير أن هناك بعض العرائس العاملات يحاولن التوفيق بين عملهن وإدارة المنزل، حيث يلجأن إلى تحضير بعض الأطباق ليلا من أجل كسب الوقت والتقليل من الأعمال المنزلية التي تنتظرهن. وفي هذا الشأن قالت السيدة مونية متزوجة و أم ل3 أطفال ، تعمل بشركة خاصة أنها قامت قبل رمضان ببعض التحضيرات، مثل تقطيع اللحم وتقسيمه في أكياس، كما احتفظت ببعض الخضر والمخللات، وهو ما ساعدها كثيرا على اختصار الوقت، وأضافت أنها تقوم بإعداد كمية كبيرة من الشوربة تكفي ليومين أو ثلاثة، ولا يبقى سوى إعداد الطبق الثاني، بالإضافة إلى السلطة، وهو حال الكثير من العاملات.