عبر رئيس جمعية العلماء المسلمين، عبد الرزاق قسوم، عن رفضه لمطالب رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، محسن بلعباس، الداعية للمساواة بين الجنسين في الميراث كما في باقي المجالات. وقال قسوم، امس إن العلماء والعقلاء يتبعون الأحكام الإلهية، ولا يتدخلون لتغييرها وتحريفها حسب مقاييس الأشخاص وشدد رئيس جمعية العلماء المسلمين، أن المساواة بين الجنسين لا تتعلق بالمساواة في المال، بل المساواة في الأعمال الصالحة، مؤكدا أن ” الميراث ليس تفضيل للرجال وظلم للمرأة، التي كرّمها الله في مواطن أخرى عديدة”. وهدد قسوم، باللجوء إلى قوة القانون في حال أخذ هذا الرأي أبعادا أخرى وعرف تجسيدا على أرض الواقع، مبرزا أن جمعيته ستكتفي في الوقت الحالي بتصحيح المفاهيم الخاطئة التي يدعو إليها الأرسيدي، محذرا في ذات السياق الأخير من الإقدام على أي خطوة قانونية التي سيردون عليها بالمثل. ومن جهة أخرى أكد رئيس نقابة الأئمة الجزائريين، جلول حجيمي أن هذه المطالب تثير الفتنة في الجزائر، وتضر بالمجتمع وتزيد الانقسامات فيه، معتبرا أن الدستور الجزائري يستند إلى الشريعة الإسلامية في سن قوانين الأسرة، وهو ما يعني أن هذه المطالب يستحيل أن تتحقق. وأشار حجيمي، بأن المطالب التي تمس بالشريعة غير بريئة مدرجا مطلب الأرسيدي في إطار حملة تبدأ بالميراث لتمر إلى الصلاة والزكاة وغيرها من العبادات، التي لن يرضى الشعب الجزائري المؤمن المس بها مهما حدث على حد قوله. وفي حال عرض الأرسيدي مطالبه على البرلمان، قال رئيس نقابة الأئمة الجزائريين، أن رأي الأغلبية واستفتاء الشعب هو ما سيتم الإقرار به، داعيا في ذات السياق مسؤولي الأرسيدي بممارسة السياسة بعيدا عن الضرب في الشريعة الإسلامية.
تجدر الإشارة إلى أن رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، محسن بلعباس، قد صرح يوم أمس الاول ، أن حزبه كان سباقا في النضال من أجل قضية المساواة في الميراث، وذلك على هامش الملتقى الدولي حول المشاركة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمرأة في دول شمال إفريقيا، منددا بالتهميش الذي تعيشه النساء الجزائريات.