دفنت ليبيا امس لدفن 11 إماما استشهدوا في غارة جوية لحلف شمال الأطلسي الذي أعرب عن أسفه لكل قتيل من المدنيين. وقتل الأئمة الأحد عشر ليلة الخميس في قصف للأطلسي على البريقة (شرق) أسفر أيضا عن 50 جريحا على الأقل، منهم خمسة في حالة خطرة، كما أكد المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم في مؤتمر صحافي. وكانت وكالة الأنباء الليبية ذكرت في وقت سابق أن 16 شخصا قتلوا في تلك الغارة وأن 30 أصيبوا بجروح. وذكر الحلف الأطلسي في بيان أنه أصاب مركز قيادة وتحكم في وقت مبكر من يوم أمس الجمعة، موضحا أن النظام الليبي كان يستخدمه لتنسيق الضربات على المدنيين. وأضاف الحلف الأطلسي نحن على علم بالإدعاءات عن سقوط ضحايا مدنية خلال الغارة، وعلى رغم أننا لا نستطيع تأكيد صحة هذه التأكيدات، فإننا نأسف لكل خسارة بالأرواح البشرية البريئة. ودعا أئمة كانوا موجودين في المؤتمر الصحافي إلى الثأر، محرضين المسلمين في كل أنحاء العالم على قتل ألف شخص عن كل إمام قتيل، خصوصا في فرنسا وإيطاليا والدنمارك وقطر والإمارات العربية المتحدة. وفي الأول من أفريل، قتل الحلف الأطلسي عن طريق الخطأ تسعة متمردين وأربعة مدنيين في شرق مرفأ البريقة، وفي السابع منه، أسفر خطأ آخر للحلف الأطلسي عن أربعة قتلى على الأقل بين البريقة وأجدابيا. وقد استقر خط الجبهة الشرقية منذ بضعة أسابيع بين أجدابيا التي تبعد 160 كلم جنوب غرب بنغازي معقل المتمردين، والبريقة التي تبعد 80 كلم إلى الغرب، التي تسيطر عليها القوات الموالية للحكومة. في الأثناء تحدى معمر القذافي الحلف الأطلسي، بالقول، أنا أحب أن أقول للجبناء الصليبيين، أنا أسكن في مكان لا تستطيعون الوصول إليه وقتلي فيه، إنني أسكن في قلوب الملايين. وبث التلفزيون الرسمي هذه الرسالة الصوتية غداة ضربات للحلف الأطلسي على مجمع القذافي السكني في طرابلس، أسفرت عن ثلاثة قتلى منهم صحافيان وعن 27 جريحا، كما أفادت حصيلة رسمية للحكومة. وكان القذافي يرد بذلك أيضا على تصريحات وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني الذي قال أن تصريحات أسقف طرابلس التي أكد فيها أن القذافي أصيب على الأرجح وغادر العاصمة تتسم بمصداقية. لكن المونسنيور جيوفاني مارتينيللي نفى مساء الجمعة أن يكون أدلى بهذا التصريح. وعلى الصعيد الدبلوماسي، تابع المتمردون مساعيهم لإرساء شرعيتهم الدولية والحصول على أموال. وإذا كانت الولاياتالمتحدة لم تعترف بالتمرد، على غرار ما فعلت فرنسا وقطر وإيطاليا وغامبيا والمملكة المتحدة منذ الخميس، فإنها اعتبرت أنه يتسم بالمصداقية، وذلك خلال زيارة قام بها إلى البيت الأبيض الجمعة محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الإنتقالي، الهيئة السياسية للتمرد. وإلتقى جبريل أيضا جيم شتينبرغ، كبير مساعدي وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. وقال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية تحدثا عن ضرورة توفير الأموال لتخفيف معاناة الليبيين وتلبية الحاجات الضرورية لعمل المعارضة. وسيتابع جبريل جولته السبت في فرنسا حيث سيستقبله الرئيس نيكولا ساركوزي. ودعا وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إلى تكثيف الضغط العسكري على نظام القذافي الذي انتهى، كما قال في مقابلة نشرتها السبت صحيفة الحياة. وقال لن يستمر التدخل في ليبيا أشهرا وأشهرا، إنها مسألة أسابيع. وعلى الصعيد الميداني، صد المتمردون الذين نشطهم إستيلاؤهم على مطار مصراتة في الغرب، القوات الحكومية الجمعة أيضا. وذكر مراسل وكالة فرانس برس، أنهم تقدموا 20 كلم شرق مصراتة، وبلغوا أبواب تاورغاء شرقا. وفي الغرب، بلغوا مداخل زليطن البعيدة 50 كلم، وتبعد 150 كلم عن العاصمة. ولدى انسحابه، ترك الجيش النظامي جثث جنود وشاحنات محملة بالذخائر. وقتل متمردان أيضا في المعارك. وليل الجمعة السبت، سمعت من جهة أخرى، ستة إنفجارات حول طرابلس، كما أفاد شهود. وعلى الصعيد الإنساني، قدمت الفرقاطة الرومانية روا فردينان التي تراقب إحترام الحظر على الأسلحة المفروض على ليبيا، مساعدة ليل الخميس الجمعة إلى حوالى 150 إفريقيا كانوا موجودين على متن سفينة طرأت عليها أعطال بعدما غادرت مصراتة، كما أعلنت السبت وزارة الدفاع في بوخارست.