قتل تسعة معارضين مسلحين ليبيين وأربعة مدنيين عن طريق الخطأ في غارة جوية شنتها قوات حلف الأطلسي، ليلة الجمعة إلى السبت، على المنطقة الواقعة بين مدينتي أجدابيا وبريقة شرقي البلاد. قال أحد المعارضين الليبيين، أمس، إن ضربة جوية لقوات حلف الأطلسي أصابت مجموعة من المعارضين على المشارف الشرقية لبلدة البريقة في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة، ما أسفر عن سقوط عشرة قتلى على الأقل. ونقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية عن مصدر عسكري أن مواقع مدنية وعسكرية في مدينتي الرجبان والخمس استهدفها ''قصف عدواني صليبي'' في إشارة إلى التحالف الدولي. وفي سياق متصل أعلن حلف شمال الأطلسي ''ناتو'' أنه باشر التحقيق في ما أدلت به قيادة الثوار في ليبيا حول تعرض مركبات تابعة لها لغارات عن طريق الخطأ من طائرات التحالف الدولي، التي توجه ضربات لأهداف عسكرية تابعة للزعيم الليبي، معمر القذافي. وقالت أوانا لانجسكيو، الناطقة الرسمية باسم الناتو: ''الحلف يأخذ كل التقارير الخاصة بسقوط مدنيين على محمل الجد، ولكم من الصعب الحصول على معلومات مؤكدة نظراً لعدم وجود مصادر موثوقة للمعلومات على الأرض، ومن الواضح أن طائراتنا لديها الحق في الرد على مصادر النيران التي تستهدفها''. وكانت السلطات الرسمية في طرابلس قد تحدثت في وقت سابق عن سقوط 110 قتيل و445 جريح من بينهم مدنيون وأطفال خلال قصف نفذته قوات التحالف على حي تاجوراء بالعاصمة طرابلس. إلى ذلك فقد اتخذ المجلس الوطني الانتقالي المؤقت، بعد الانتقادات العديدة لأداء الثوار في شرق ليبيا في المواجهات ضد كتائب العقيد معمر القذافي، تدابير جديدة تشمل إعادة هيكلة مجلسها العسكري، وإعادة ترتيب صفوف الثوار وتنظيم المواجهات على الجبهة. وقد نجحت هذه التكتيكات نسبيا بعد أن استطاع الثوار إيقاف زحف كتائب القذافي نحو أجدابيا، وشن هجوم معاكس أسفر عن تحقيق تقدم بالسيطرة على مصب البريقة النفطي. وذكرت وكالة ''الأنباء الفرنسية'' أنه تم العثور على جثث متفحمة لأكثر من سبعة من جنود القوات النظامية على الطريق المؤدية إلى بلدة البريقة الجديدة. وأضاف ذات المصدر أنه إلى جانب تلك الجثث توجد نحو عشر سيارات مكشوفة تابعة للجيش الليبي محترقة على حافة الطريق، في مؤشر على شدة المواجهات في هذه المنطقة. في غضون ذلك أكد الثوار الذين يحاربون قوات النظام الليبي في شرق البلاد أنهم حققوا تقدما، أمس، ويسيطرون على مصب البريقة النفطي بعد معركة شديدة استمرت ثلاثة أيام. وردا على سؤال لوكالة الأنباء الفرنسية، أكد عدد من سكان البريقة أن الثوار استعادوا فعلا هذه المدينة الصغيرة ويحاولون احتواء بعض القناصة المختبئين التابعين لقوات القذافي التي تراجع معظمها نحو الغرب.