توقع خبير نفطي أن تبقى أسعار النفط العالمية "دائرة" في فلك المائة دولار أمريكي حتى نهاية العام الحالي معللا ذلك بأنها "ستظل مدعومة بفضل عوامل عدة منها انخفاض في مستوى الزيادة بالإمدادات النفطية من خارج منظمة الدول المصدرة للبترول(أوبك)". وقال الخبير أن الزيادة المتوقعة في الطلب على النفط لهذا العام هي 2ر1 مليون برميل يوميا فقط بحسب التقارير العالمية وبسبب التوقعات بتباطؤ وتيرة أداء الاقتصاد العالمي خلال النصف الثاني من 2011 وتأثير ذلك على مستويات الطلب العالمي على النفط موضحا أن الزيادة في الطلب على النفط العام الماضي تخطت حاجز 8ر1 مليون برميل يوميا.وأضاف أن المؤشرات كلها تؤكد ثبات إنتاج (أوبك) خلال 2011 ليكون مستوى الإنتاج قريبا من مستويات عام 2010 ما يعني خفضا في المعروض عن الطلب العالمي على النفط وبالتالي استمرار السحب من المخزون النفطي في إشارة إلى أن مستوى المخزون النفطي في البلدان الصناعية انخفض ووصل إلى تغطية الطلب لما يقدر ب 4ر58 يوما فقط.وأشار إلى تناقص الفائض في الطاقة الإنتاجية لدى (أوبك) ليصل إلى 3ر3 مليون برميل يوميا مقارنة مع إجمالي المخاطر التي قد تؤثر على الإمدادات النفطية مع استمرار حالة التصعيد وعدم الاستقرار في مناطق عدة من الوطن العربي مبينا أن هذه العوامل تسهم مجتمعة في دعم مستويات الأسعار.وذكر أن خطورة تباطؤ الاقتصاد العالمي تكمن في كونها تسير بوتيرة أسرع وبشكل يؤثر على الطلب سلبا والأسعار مستشهدا بما حدث خلال فتره الكساد الاقتصادي في (2008 - 2009) حين تأرجح المتوسط الشهري لأسعار نفط خام الإشارة برنت بين (40 - 50) دولارا للبرميل موضحا أن الأوضاع في الوقت الراهن مختلفة وغير متشابهة مع تلك الفترة مستبعدا هبوط الأسعار إلى تلك المستويات.وقال الخبير النفطي أن الأسعار تحركت وفق مستويات مقبولة في السوق النفطية عند نطاق سعري ما بين 74 و 85 دولارا للبرميل عام 2010 لكنها شهدت طفرة في 2011 لتصل إلى مستويات 90 و 125 دولارا للبرميل.وأشار إلى أن هذه المستويات وفرت بيئة زاد معها القلق في السوق النفطية من أن الأسعار ربما بدأت تأخذ اتجاها تصاعديا قد لا يكون في مصلحة دعم مستويات الاستهلاك العالمي من النفط أو أداء أفضل للاقتصاد العالمي خلال السنوات المقبلة مع تحذيرات من إمكانية تكرار انتكاسة جديدة للاقتصاد العالمي رغم أن ظروف عام 2008 تختلف عن 2011.وذكر أن انخفاض الأسعار خلال الفترة الأخيرة عائد إلى الأنباء الاقتصادية المتشائمة بسبب مشكلات الديون في أوروبا وأداء اقتصاد الولاياتالمتحدة ما جدد المخاوف من عودة الكساد العالمي.وبين أن أسعار نفط خام الإشارة برنت هبطت من 116 دولارا للبرميل بداية أوت الجاري إلى 104 دولارات للبرميل في العاشر منه وبمقدار 12 دولارا للبرميل مشيرا إلى أن مستوى أسعار النفط الخام يوثر سلبا أو ايجابيا في أداء اقتصادات دول العالم لأنه أساس في وضع ميزانياتها.وقال الخبير أن متوسط أسعار النفط الخام التي يتحقق معها الإيفاء بالتزامات الإنفاق في ميزانيات البلدان الخليجية هو عند 5ر86 دولار للبرميل بحسب تقديرات بنك (دويتشي) معتبرا أن الأسعار خلال النصف الأول من هذه السنة المالية ما تزال أعلى من هذه المستويات .