أكد الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية أبومجاهد امس أن تنفيذ صفقة تبادل الاسرى الفلسطينيين مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ستتم بشكل مبدئي يوم الثلاثاء المقبل "وفق ترتيبات معدة على أكمل وجه لإخراجها بالصورة اللائقة". وقال الناطق في تصريحات صحفية أن "الإجراءات العملية لتنفيذ الصفقة تبدأ بإخراج قوات الاحتلال للأسرى وهم 450 أسيرا وجميع الأسيرات ومن ثم انطلاقهم خارج بوابات السجون". وأوضح أن قادة الأسرى سيكون معهم هواتف نقالة يبلغون عبرها الفريق الذي يتابع عملية التنفيذ بخروجهم وتستمر هذه العملية بحيث يصل أسرى قطاع غزة وكذلك المبعدون إليها إلى الأراضي المصرية ويصل الأسرى من الضفة الغربيةوالقدس والأراضي المحتلة منذ عام 1948 إلى مناطقهم وبالتوازي مع ذلك يتم تسليم الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط إلى الجانب المصري. وأكد أن تسليم الجندي الإسرائيلي سيتم بالتزامن مع تأمين وصول الأسرى إلى معبر رفح تقريبا وستتم عملية تسليم الجندي "وفق إجراءات أمنية عالية وبعيدا عن وسائل الإعلام لتبدأ بعد ذلك مرحلة الإستقبال الحافل للأسرى المحررين الأبطال". وأشار إلى أن الإحتفال باستقبال الأسرى المحررين سيأخذ الطابع الشعبي والرسمي لدى استقبالهم في معبر رفح فيما سيجري لاحقا عقد مهرجان كبير على شرفهم. وأكد أن "المرحلة الثانية تبدأ بعد شهرين بإطلاق سراح 550 أسيرا حددت المقاومة معايير إطلاقهم بحيث يشملون فئات كبار السن والمرضى والأطفال من الأسرىوذلك بضمانات دولية أكيدة". من جانبها أكدت مصادر إسرائيلية أن الثلاثاء المقبل هو اليوم المقرر لتنفيذ صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. للتذكير فإن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل قد اعلن في كلمة متلفزة الثلاثاء الماضي عن ابرام صفقة تقضي بمبادلة 1027اسيرا بينهم 27 اسيرة مقابل الجندي جلعاد شاليط المحتجز في قطاع غزة منذ خمس سنوات على ان تتم على مرحلتين الاولى ستضم الافراج عن 450 أسيرا وذلك خلال أسبوع والثانية بعد شهرين من تنفيذ المرحلة الاولى وتضم 550 أسيرا وقال "إن الصفقة إنجاز وطني كبير على أرض فلسطين و في السياق ذاته بحث رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية الوزيرمراد موافي مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أمس الخميس سبل تنفيذ إتفاق تبادل الأسرى الذى تم التوصل إليه بين الحركة وإسرائيل بجهود ومشاركة مصرية. جاء ذلك في إجتماع عقد أمس الخميس بين موافي ومشعل الذي وصل الى القاهرة مساء أمس على رأس وفد من حركة حماس. وقال مشعل إن الصفقة إنجاز وطني كبير على أرض فلسطين، مشيرا إلى أن الذين سيفرج عنهم من بينهم 315 أسيرا من ذوى المحكوميات العالية وقد تم إعطاء الأولوية لقدامى الأسرى و سبق ان كشفت مصادر قريبة من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن إسرائيل كانت قد وافقت على الإفراج على بعض "الأسماء اللامعة" في إطار صفقة تبادل الأسرى، إلا أنها عادت في اللحظات الأخيرة ورفضت الإفراج عنهم وأوضحت المصادر أن "الأسماء اللامعة" التي كانت مدرجة في صفقة التبادل هي أمين سر حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) مروان البرغوثي والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات وعدد من قيادات حركة حماس منهم عبد الله البرغوثي وإبراهيم حامد. وقالت المصادر إن الإفراج عن قيادات من كتائب الشهيد عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- تصفهم إسرائيل بأن "أيديهم ملطخة بالدماء" أمر صعب، ولكن هناك شخصيات أخرى مثل مروان البرغوثي وسعدات رفضت إسرائيل الإفراج عنهم من أجل جعل صفقة التبادل "باهتة" وعدم إعطاء حماس انتصارا. لكن المصادر اعتبرت الصفقة "ناجحة بكل المقاييس"، نظرا لما وصفته ب"التعنت" الإسرائيلي منذ بداية المفاوضات. وخلال السنوات القليلة الماضية كان ينظر إلى المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل لمبادلة الجندي جلعاد شاليط بألف أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية باعتبارها أفضل أمل للإفراج عن البرغوثي. في غضون ذلك قال تلفزيون الأقصى أن الأسرى المفرج عنهم ضمن الصفقة سيتم تسليمهم إلى مصر على أن يصلوا قطاع غزة عبر معبر رفح البري. وفي بعض التفاصيل نقل تلفزيون الأقصى عن مصادر في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، تأكيدها أن شاليط ما زال قيد الأسر في غزة وأن تسليمه سيتم بشكل متزامن مع الإفراج عن الأسرى ضمن المرحلة الأولى التي تشمل 450 أسيرا فلسطينيا. وفي هذا السياق أكد المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة أن الحركة ستبقي على إجراءاتها الأمنية السرية بخصوص وضع شاليط حتى آخر لحظة. كما أكد أن هذه الصفقة "تمت وفقا للمعايير التي وضعتها المقاومة منذ اليوم الأول لأسر الجندي". كما أكد أبو عبيدة أن شاليط "لن يكون الأخير الذي تأسره المقاومة الفلسطينية، طالما بقي أسير فلسطيني واحد في سجون الاحتلال". وأشار إلى أن الصفقة تشمل جميع الأسيرات في السجون الإسرائيلية وعددهن 27 أسيرة، كما تشمل في مرحلتها الأولى 315 أسيرًا من أصحاب المؤبدات. على الصعيد السياسي بحث الرئيس الفلسطينى محمود عباس امس الخميس مع المبعوثين الأمريكيين لعملية السلام فى الشرق الأوسط ديفيد هيل ودينيس روس آخر التطورات فى ضوء التوجه الفلسطينى إلى الأممالمتحدة بالعاصمة الفرنسية باريس . وذكرت مصادر إعلامية أن المباحثات حضرها كل من القنصل الأمريكى العام دانيال روبنستين وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات والناطق الرسمى باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة. يذكر أن الرئيس الفلسطينى والوفد المرافق له يزور باريس حاليا, وذلك فى إطار جولته الخارجية التى شملت أيضا دول أمريكا اللاتينية لحشد التأييد الدولى لطلب عضوية فلسطين فى الأممالمتحدة. دعت منظمة التحرير الفلسطينية هذا الجمعة اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الاوسط لتحميل اسرائيل مسؤولية فشل عملية السلام بمواصلتها بناء مزيد من مشاريع البناء في المستوطنات خاصة في مدينة القدس. واكد عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة السيد صائب عريقات في تصريح صحفي أن اصرار اسرائيل على مواصلة البناءات الاستيطانية يعد "انتهاكا" يستحق "ادانة دولية بما في ذلك اتخاذ اجراءت ضد هذه الحكومة وان تحملها اللجنة الرباعية رسميا مسؤولية فشل عملية السلام". وابرز عريقات أن إعلان إسرائيل اليوم عن مشروع لبناء اكثر من 2600 وحدة سكنية في مستوطنة (جبعات هماتوس) في القدس يؤكد "استهتارها" بجهود هذه اللجنة لاحياء عملية السلام. واوضح في هذا الشأن أن هذه هي المرة الثانية خلال اقل من عشرة أيام التي تقر فيها إسرائيل مشاريع بناء في المستوطنات بعد اعلان اللجنة الرباعية نيتها الدعوة الى استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. وقال ان اسرائيل ردت قبل أيام قليلة على إعلان هذه اللجنة باقرار مشروع لبناء 1100 وحدة استيطانية في مستوطنة (جيلو) في القدس واليوم باقرار مشروع لبناء أكثر من 2600 وحدة جديدة في مستوطنة (جبعات هماتوس) جنوبالمدينةالمحتلة. وشدد على ان هذه الممارسات الاسرائيلية والاعلان عنها في هذا الوقت بالذات تدل على مدى استهتار واستخفاف الحكومة الاسرائيلية المستمر بالجهود التي تبذلها اللجنة الرباعية الدولية الان. وقررت الحكومة الاسرائيلية اقامة حي استيطاني جديد في القدسالشرقيةالمحتلة يشمل اقامة 2610 وحدات استيطانية في مستوطنة جبعات هماتوس القريبة من بلدة بيت صفافا الفلسطينية الواقعة جنوبي مدينة القدس. واكد عريقات "انه آن الاوان لان تعمل اللجنة الرباعية الدولية على الاعلان عن موقف واضح ومحدد من هذه الحكومة الاسرائيلية" التي رأى انها تقوم بعمل منظم وممنهج من اجل تدمير عملية السلام. وقال " قلنا منذ البداية ان استئناف المفاوضات يتطلب وقف الاستيطان بما يشمل مدينة القدسالمحتلة وقبول اسرائيل بمبدأ اقامة الدولتين على حدود عام 1967" معبرا عن اعتقاده "بأن اسرائيل تعلن عن مشاريع الاستيطان هذه لتحقيق هدف واحد هو تدمير عملية السلام.