وصلت قيادات حركة حماس إلى القاهرة لوضع اللمسات الأخيرة على صفقة تبادل الأسرى التي تم التوافق عليها أخيراً بهدف إطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط في مقابل إطلاق أزيد من ألف فلسطيني مرحلتين. فقد حل خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة بالعاصمة المصرية الأربعاء لإجراء مشاورات حول آليات تنفيذ صفقة تبادل الأسرى. وكان مشعل قد أعلن من دمشق أن الصفقة التي تتضمن الإفراج عن 1027 أسيرا منهم27 سيدة مقابل الجندي الإسرائيلي الأسير شاليط، ستتم على مرحلتين الأولى ستضم الإفراج عن 450 أسيرا، وذلك خلال أسبوع والثانية بعد شهرين من تنفيذ المرحلة الأولى وتضم 550 أسيرا. ونقلت صحيفة "الحياة" عن مصدر مصري وصفته بالموثوق أن الثلاثاء المقبل هو موعد تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى. وأوضح المصدر انه سيتم تسليم الجندي الإسرائيلي إلى الراعي المصري في مكان يتم تأمينه، بالتزامن مع الإفراج عن الأسرى المشمولين في المرحلة الأولى من صفقة التبادل وتسليمهم إلى الجانب المصري. وحول ما تردد عن عدم إدراج بعض قادة الأسرى ضمن قائمة المفرج عنهم, قال القيادى فى حركة حماس صلاح البردويل "إن المقاومة وحركة حماس بالذات أصرت على أن يكون رموز المقاومة على رأس ائمة المفرج عنهم, وهم بالعشرات , موضحا أن سلطات الاحتلال كانت ترفض ذلك بالإضافة إلى انه كانت هناك معركة شرسة في المفاوضات غير المباشرة". وأضاف فى تصريح نقله موقع إخباري تابع للحركة:"أن هذا هو الأمر الذي آخر الصفقة ..حيث أن الاحتلال كان يضع مجموعة كبيرة ضمن قائمة الرفض المطلق إلا أنه في النهاية خضع وتم فرض المعايير الفلسطينية". وتابع :"بكل تأكيد كنا نتمنى أن يفرج عن كل الأسرى, وأن نفرض مطالبنا بشكل كامل, ولكن في النهاية لم نكن نتوقع أن نحقق 100% من مطالبنا, ونجحنا بفضل الله في تحقيق 95 %, وسيخرج عدد من قادة الأسرى الذين طالما كان الاحتلال يرفض مجرد طرح أسمائهم ". وكشف عن أن على رأس قائمة المفرج عنهم عميد الأسرى وأقدم أسير في العالم سيكون نائل البرغوثي الذي أمضى 34 عاما في الأسر, وكذلك الأسير القائد يحيى السنوار, والأسير القائد روحي مشتهى مشيرا إلى أن قائمة المفرج عنهم تضم قيادات كبيرة من مختلف الفصائل". وكانت وسائل إعلام نقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله إن صفقة التبادل لن تشمل مروان البرغوثي وأحمد سعدات، ومجموعة من قيادات حماس في الضفة الغربية، بينهم عبد الله البرغوثي وإبراهيم حامد وعباس سيد. وأسفت الجبهة الشعبية لعدم اشتمال الصفقة على أمينها العام ، مؤكدة في الوقت نفسه أن الصفقة بمحصلتها إيجابية، و"كسرت بعض القواعد الإسرائيلية". وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة كايد الغول، إن "الصفقة بمحصلتها إيجابية لأنها ستؤدي لإطلاق سراح أكثر من 1000 أسير وأسيرة، وتعيد الأمل لبقية الأسرى وذويهم وتعزز من صمود الأسرى في مواجهة الجلاد الصهيوني". وتقضي الصفقة أيضاً بإطلاق سراح 131 أسيراً من سكان قطاع غزة، بينهم قياديون في حماس، وسيتم إبعاد 203 أسرى عن الضفة الغربية بينهم 40 أسيرا سيبعدون إلى خارج البلاد والباقون إلى غزة. كما سيتم إطلاق سراح ستة أسرى من المواطنين العرب في الأراضي المحتلة، الذين قضوا في السجون الإسرائيلية فترة طويلة، إضافة إلى 27 أسيرة فلسطينية، بحيث سيتم إبعاد أسيرتين هما أحلام التميمي وآمنة منى، والأسيرات الباقيات سيعدن إلى بيوتهن. وفي المرحلة الثانية من الصفقة سيتم إطلاق سراح 550 أسيرا تقرر إسرائيل هويتهم. ولقيت الصفقة ترحيباً واسعاً، فقد وصف وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو الاتفاق "بالتطور الإيجابي" الذي سيسهم في تخفيف حدة التوتر بالمنطقة ويساعد الأفراد على الاجتماع بعائلاتهم. كما رحب وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ بالاتفاق. و رحبت أيضا الحكومة الألمانية بصفقة تبادل الأسرى، فيما أشادت جامعة الدول العربية بالجهود التي بذلتها مصر لإنجاز صفقة الأسري، وعبرت عن دعمها التام لهذه الصفقة، التي أنجزت بفضل جهود جهاز المخابرات المصرية. بدوره رحب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو، بالإعلان عن إتمام صفقة الأسرى، ووصفها بأنها "انجاز للقضية الفلسطينية".