لقد تعددت الظواهر المرضية ذات البعد الإنساني ببلدية عين الخضراء بولاية المسيلة فإما بفعل فاعل أو بتداخل عدة عوامل خارجية ساهمت في زيادة حدة المعاناة النفسية والجسدية معا، وما معاناة الأختين حورية وصباح العطراوي مع المرض إلا نموذج مصغر عن عديد الحالات التي تتناقلها كل الألسنة بالبلدية، والتي ختمها (ع-م) الذي توفي والدود ينخر جسمه، لتطرح عديد الاستفهامات حول وجود وعي أو ثقافة صحية لدى المواطن في معالجة جميع الأمراض، وحول توفر الوسائل الطبية الكفيلة بمعالجة الأمراض. حورية وصباح والحكاية مع المرض. اختلفت نوعية الإصابة بالمرض لدى الشقيقتين حورية وصباح، فبداية المعاناة كانت مع الأخت الكبرى حورية العطراوي ذات ال27ربيعا والمصابة بتورم وانتفاخ في الظهر نتيجة السقوط من مكان مرتفع في الصغر، وبحكم غياب ثقافة صحية للعائلة والترحال المستمر لها، جعل الإصابة تتطور تدريجيا إلى أن صارت حورية لا تقوى على الوقوف وهو ما تطلب عرضها على طبيب مختص في أمراض العظام بالمسيلة الذي شخص حالتها بأنها وراثية، لكن العائلة فندت صحة هذا التشخيص وجزمت أنها نتيجة سقوط من مكان مرتفع لتبقى حورية تصارع المرض الذي أقعدها الفراش في انتظار من يفرج عنها كربتها. أما الحالة الثانية فهي لأختها صباح العطراوي مصابة هي الأخرى بتشوه خلقي في الجهة اليمنى من وجهها، وهو ما أثر عليها سلبا حيث أدى إلى إصابة أذنها اليمنى مما تطلب نقلها على جناح السرعة إلى مستشفى قسنطينة وإجراء عملية جراحية كللت بالفشل، لكن الأمر الخطير الذي حدث هو فقدانها لسمعها تدريجيا وهو ما أثر سلبا على نفسيتها. وبالعودة إلى العاهة التي شوهت وجهها حيث عرضت العائلة صباح على طبيب مختص في الأمراض الجلدية بالمسيلة الذي أكد على تعقد حالتها التي تتطلب متابعة على أعلى مستوى وهو الأمر الذي خرج عن نطاق قدرة العائلة التي تعاني ماديا وليس لها إلا تلك المنحة التي يتقاضاها الوالد عمي أعمر نتيجة مقاومته للاستعمار والتي لا تكفي حتى لشراء القوت اليومي فما بالك بمصاريف العلاج الباهضة . العائلة تستجدي ولد عباس وبركات وكل السلطات العليا للتكفل بمرض الأختين وأمام هذه الوضعية الصعبة والحرجة والتي كسرت ظهر الوالد كما قال لنا بصريح العبارة "قهرت فرنسا مع إخواني المجاهدين ولم أيأس لكن مرض ابنتيي كسر ظهري" حيث دعا عبر المسار العربي والتي كانت هي الجريدة الوحيدة التي اكتشفت حالة حورية وصباح، حيث دعا وزير الصحة والسكان جمال ولد عباس، ووزير التضامن الوطني سعيد بركات، وكل السلطات العليا، وجميع المحسنين للتكفل بحالة ابنتيه من خلال المساهمة في علاج وإجراء عملية جراحية لهما وذلك في أقرب الآجال .