وقعت الجزائر وفرنسا اتفاقية تعاون في مجال السمعي البصري، تهدف إلى تعزيز القدرات المهنية للعاملين في القطاع لمدة سنة قابلة للتجديد، يستفيد بموجبها عدد من العاملين في مجال السمعي البصري، وفي تخصصات صحفية شتى خاصة منها ما تعلق بالجانب التقني كالتصوير والتركيب والإضاءة وغيرها. الاتفاقية التي استغرق التحضير لها بين الطرفين مدة قاربت الثلاثة أشهر، وقعها عن الجانب الجزائري حمراوي حبيب شوقي ممثلا عن التلفزيون الجزائري، وإيمانويل هوڤ ممثلا عن المعهد الوطني الفرنسي للسمعي البصري "INA"، وذلك بمدينة وهران على هامش المهرجان الدولي للسينما العربية في طبعته الثانية. وتأتي هذه الاتفاقية في إطار سلسلة اتفاقيات مماثلة أبرمها المعهد الفرنسي مع ما يقارب أربعين بلدا عربيا، في انتظار ما تسفر عنه المفاوضات الجارية حاليا مع بلدان عربية أخرى مثل السعودية ولبنان، يقودها مدير المعهد الفرنسي الذي يتولى حاليا منصب الرئاسة الدورية للمؤتمر الدائم للوسائل السمعية البصرية في حوض المتوسط خلفا لحمراوي حبيب شوقي. ولدى تعليقه عن الاتفاقية، قال حبيب شوقي بلغة الواثق، إنها تجربة ناجحة، ستكلل بنتائج إيجابية، وسوف يستفيد التلفزيون الجزائري من تعميمها على مؤسسات خاصة ترتبط بالتلفزيون من خلال اتفاقات شراكة، أما مدير المعهد الفرنسي فقد اكتفى بوصفها أنها تمثل إرادة عمل مشتركة بين الطرفين الفرنسي والجزائري، تبلورت من خلال المؤتمر الدائم للسمعي البصري في حوض المتوسط، ونفى أن تكون لها أبعاد سياسية، في حين أكد على الطابع التجاري للاتفاقية، حيث يستفيد الطرف الفرنسي في مقابل تجسيد بنود الشراكة بموجب الاتفاقية بمبالغ مالية، تحاشى إيمانويل ذكر قيمتها. للتذكير فقد سبق للطرفين الجزائري والفرنسي أن وقعا بتاريخ 11 سبتمبر 2007 بباريس بروتوكول اتفاق إطار لدعم مشاريع تتعلق بحفظ واستغلال أرشيف التلفزيون، وذلك في أعقاب اللقاء الذي جمع بين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والرئيس نيكولا ساركوزي. ونص هذا البروتوكول في بعض مواده على التزام الطرف الفرنسي بتقديم خبرته في مجال تسيير الإطار القانوني لحفظ واستغلال الأرشيف السمعي البصري التابع للمؤسسة الوطنية للتلفزيون الجزائري، بالإضافة إلى تولي المعهد الفرنسي القيام بتنظيم دورات تكوينية لفائدة رجال قانون مختصين في تسيير الأرشيف، هذا بالإضافة إلى دعم المعهد الفرنسي للتلفزيون الجزائري لإنجاز مركز للأرشيف، ونقل الخبرات في مجال رقمنة وبث الأرشيف على شبكة الأنترنيت.