أوقف حراس السواحل يوم الجمعة الفارط 16 حراڤا جزائريا تتراوح أعمارهم بين 18 و28 سنة، كانوا يحاولون عبور الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط انطلاقا من مدينة عنابة للتوجه إلى البلدان الأوروبية على متن قارب من صنع تقليدي، حسبما ذكرته مصادر مؤكدة من البحرية الجزائرية أول أمس، مضيفة أن هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين سيمتثلون أمام العدالة في 6 أكتوبر المقبل للنظر في قضيتهم. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن ما يقارب 150 حراڤا جزائريا تم إلقاء القبض عليهم من طرف مصالح حراسة السواحل منذ بداية شهر جانفي من السنة الجارية، كانوا يحاولون عبور البحر على متن زوارق الموت للوصول إلى أرض الأحلام أوروبا. وحسب الأرقام الرسمية المقدمة من طرف البحرية الجزائرية، فقد تم إحصاء 718 شخص حاولوا الهجرة بطريقة غير شرعية إلى أوروبا، كما تم حجز 38 قاربا خلال السداسي الأول من سنة2008. وتجدر الإشارة إلى أن ظاهرة الهجرة غير الشرعية في الجزائر باتت خلال السنوات الأخيرة الشغل الشاغل للسلطات على اختلاف مستوياتها، خاصة بعد تفاقم الظاهرة التي مست مختلف المدن، وأصبحت المناطق الساحلية بشرق البلاد والساحل الغربي قِبلة للشباب المغرر بهم لتوصلهم إلى أرض الأحلام التي تبدأ بإسبانيا، انطلاقاً من الشواطئ الغربية لولاية الشلف ومستغانم ووهران، إضافة إلى عين تموشنت وتلمسان المدينتين اللتين تعتبران المعبر الرئيس للمهاجرين غير الشرعيين. وتعتبر البطالة أحد العوامل الرئيسة وراء ركوب شباب ركوب قوارب الموت والمجازفة بأغلى شيء في الحياة وهي النفس، بحثا عن أرض أحلام زائفة تصدق بمرارة مع حراڤ واحد وتخيب مع البقية. ويبقى البحث عن حلول للحد من هذه الظاهرة والقضاء عليها الشغل الشاغل لعائلات الضحايا والسلطات معا.