يشتكي سكان مختلف بلديات العاصمة من تكاثر البعوض الذي اجتاح منازلهم بقوة إلى درجة إقلاق راحتهم الليلية و نومهم سيما في هذا الفصل الحار. فبالرغم من الإستعانة ببعض المواد التي من المفروض أنها تقضي على هذه الحشرات المزعجة على غرار المبيدات و الأقراص العطرية المضادة للبعوض المعروفة ب"الباستي" إلا أن ذلك لم يمنع من انتشارها في كل مكان . وللناس حكايات متعددة مع الناموس أو البعوض، كيف لا وهي من تلازمهم صيفا و شتاءا. الكاليتوس و بئر مراد رايس و جسر قسنطينة من بين البلديات التي يعاني سكانها من هذا السيناريو الذي يتكرر في كل سنة، حيث تتحدث رفيدة القاطنة بحي الشراعبة بالكاليتوس عن هذه الحشرة بطريقة تحمل في طياتها التقزز والأسى، "نحن لا نستطيع النوم صيفا كما أن المبيدات المضادة لهذه الحشرة تأخذ حصة الأسد من ميزانية البيت، ماذا سأقول لا أستطيع الوصف نحن نتنفسها كالهواء ونخشى أن يصاب أبناؤنا بأمراض خطيرة جرّاء لسعات هذه الحشرة المتمردة"، تتابع السيدة رفيدة . أما الشاب لمين من بلدية جسر قسنطينة فلا يتصور أن يقطن في حي كالسمار لا يستفيد من حملات تنظيف وتطهير، ويتساءل هذا الأخير عن السبب وراء ذلك قائلا "الحياة صارت صعبة للغاية في حي تحاصره الحشرات من كل جانب، كما أن البالوعات لم تجهّر منذ شهور، فكيف لا يحاصرنا الناموس صيفا و شتاءا ومصالح البلدية مكتوفة الأيدي؟"، ولا يتوقف ذات المتحدث عند هذا الحد بل يفتح النار على سكان الحي أنفسهم، واصفا إياهم بالسلبيين "الجيران وكأنهم لا يعيشون في حي واحد، فهم لا يتفقون حتى على تصليح قناة صرف مياه بالعمارة، ويشتكون فيما بعد من غزو الناموس لبيوتهم، ويقترح لمين أن يساهم المواطن مع الدولة في تنظيم حملة تطهير قبيل فصل تكاثر هذه الحشرة للتقليص منها. وغير بعيد عن الأحياء المذكورة تحول الناموس إلى حكاية الجميع، فلا يستطيع السكان النوم دون استعمال المبيدات الغازية التي لا تفلح رغم وضع القماش الواقي من دخول الناموس، المعروف باسم "التيلو"، حيث أخبرنا أحد أصحاب محل بيع المواد الغذائية أن المبيدات ومختلف المواد المستعملة في القضاء على الناموس تحتل حصة الأسد في المبيعات الخاصة بمحله ابتداء من شهر مارس، مضيفا أنه في حالة نفاذها مثلا يجعل المواطنين في حالة استنفار قصوى، إنه بكل بساطة العدو اللدود للجميع والذي لا بدّ أن تُعدّ العدة لمجابهته . من جهتها باشرت مؤسسة النظافة و التطهير عملية واسعة لوضع حد لتكاثر البعوض و التقليص بقدر الإمكان الإزعاج و الضرر الذي تسببه للمواطنين بصفة عامة ، مرجعة أسباب انتشار هذة الحشرات إلى تلوث مختلف الأقبية الكائنة تحت العمارات ، و حسب الإحصائيات التي زودنا بها أحد أعوان مؤسسة التطهير و النظافة ، فإن ولاية الجزائر تحصي 2000 قبو ، 800 منها مغمورة بالمياه ، كما أن هناك 300 قبو لا يمكن الدخول إليها بسبب لجوء أصحابها المتنازعون على الإرث إلى غلقها ، بالإضافة إلى أخرى احتلتها عائلات تعاني من أزمة السكن . من جهة أخرى أضاف عون المؤسسة المذكورة أنه تم تجنيد ست فرق للتكفل بالقضاء على الناموس من خلال مرور شاحنات التبخير في الفترة الليلية ، في حين تتولى 13 فرقة أخرى خلال النهار مكافحة مختلف الحشرات الضارة على مستوى 21 بلدية بالعاصمة بمعدل 3 مرات في الأسبوع ، غير أن العملية تتضاعف إلى 5 أو 6 مرات بالمجمعات السكنية سيما بلدية دالي ابراهيم ، القبة ، بئر مراد رايس ، بني مسوس و عين النعجة . دائما في السياق ذاته يهتم أعوان مؤسسة النظافة و التطهير بمعالجة و تنظيف الأقبية مرتين في الشهر إضافة إلى تطهير قنوات صرف المياه و مياه الوديان الراكدة الملوثة من بينها الموجودة ببني مسوس و بوزريعة و الحراش . و أشار المتحدث إلى أن المؤسسة تعمل بالتنسيق دائما مع مكاتب النظافة الكائنة على مستوى المجالس الشعبية التي توجّه باستمرار أعوان المؤسسة إلى الأماكن التي يتكاثر فيها الباعوض من أجل القضاء عليه . "و لولا المجهودات التي تقوم بها مؤسسة التطهير و التدخلات الميدانية المتكررة لغزت مختلف الحشرات الأحياء و المنازل" ، أضاف المتحدث .