أستاذ في اللغة العربية، بدأ مشواره المهني في تعليم طلاب المرحلة التكميلية، كأستاذ في الأدب العربي، ليلتحق في التسعينات بجامعة التكوين المتواصل، وهو في الوقت الحالي أستاذ في علم اللسان بكلية العلوم الإسلامية بالخروبة، جامعة الجزائر. * ماذا يمثل لك شهر رمضان دينيا؟ - شهر رمضان ركن من أركان ديننا الحنيف- الإسلام- لا باعتباره قطعة من الزمن، لأنه في هذه الحالة هو شهر كباقي الشهور، التي عددها عند الله اثنا عشر شهرا، ولكن استحق هذه المكانة، باعتبار ما يحمل من واجبات أمرنا الله سبحانه وتعالى القيام بها وفي مقدمتها الصيام، قال تعالى في سورة البقرة الآية 182: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"، فقد شاءت حكمة الله سبحانه وتعالى أن يفرض على عباده الصوم في هذا الشهر شهر رمضان، بدليل قوله تعالى "كتب" رأفة ورحمة بنا "لعلكم تتقون" فالمسلم يفطر عن كل المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية التقرب إلى الله تعالى والفوز بمغفرة منه والجنة، كذلك فالصوم تربية روحية تربي فينا فضيلتي التقوى والصبر، قال تعالى في سورة يوسف الآية 90: " إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين". كذلك مكانة هذا الشهر تكمن في أنه يحتوي على ليلة هي خير من ألف شهر، بمعنى أنها تساوي عبادة ثلاث وثمانين سنة وبضعة أشهر، ومن منّا يضمن لنفسه أن يعيش كل هذه المدة ينقطع فيها لعبادة الله!؟ فهذه إذن فرصة كل مؤمن ما كان عليه أن يضيعها في اللهو أو النوم، والليلة كذلك توجد ضمن العشر الأواخر من شهر رمضان التي هي عتق من النار، فطوبى لمن أعطاها حقها من قيام وقراءة للقرآن وإحسان للفقراء والمساكين وصبر على المكاره. * الاهتمام الثقافي في شهر رمضان؟ - أقضي الشهر في البحث العلمي بالإطلاع على ما له علاقة بالإختصاص ألا وهو علم اللغة العربية، طالبا من وراء ذلك التعمق في هذا الميدان قصد التمكن منه ما استطعت إلى ذلك سبيلا، فالكمال لله وحده سبحانه وتعالى، ومن يدّع في العلم فلسفة، فقد حفظ شيئا وغابت عنه أشياء، والهدف من ذلك تنوير عقول الطلبة بقوانين اللغة العربية وفي مقدمتها علم النحو، كما أخصص أوقاتا لمساعدة بناتي في دروسهن، إلى جانب الإطلاع على كل ما جد في علم اللغة وتقنياتها باستعمال الوسائل المتوفرة لدينا وفي مقدمتها الإنترنيت. * بعض الذكريات في الجامعة تتعلق بشهر رمضان؟ - من الذكريات التي تحضرني وتتعلق بشهر رمضان هي الأيام التي كنت فيها طالبا على مقاعد الجامعة، وكنت دائما أصل إلى البيت بعد موعد الإفطار نتيجة لعدم توفر وسائل المواصلات في ذلك الوقت. وكأستاذ جامعي أذكر الأسابيع الثلاث التي قضيتها مع بعض زملائي في كلية العلوم الإسلامية العام الماضي نشتغل في أمانة المسابقة في شهادة الماجستير، فكنا نعمل من الساعة الثامنة صباحا إلى ما قبل المغرب بساعة أو أقل، وكنا نعمل في جو أخوي لا يعرف الكلل. * أين تجد راحتك مع المؤلفات؟ - أجد راحتي في بيتي محاطا بتلك الكتب التي كنت أقتنيها وأنا على مقعد الدراسة في المتوسطة إلى يومنا هذا، وكذلك مكتبة الجامعة، أما المؤلفات التي أجد معها راحتي هي تلك التي لها علاقة مباشرة بالإختصاص الذي أنا فيه، فيتملكني سرور فيّاض عندما أجد الإجابة الشافية عن الأسئلة التي كانت تراودني عن مسائل كنت أحسبها غامضة، كذلك عندما أعثر على كتاب نفيس كان محل بحث من طرفي، كباحث في علوم اللغة العربية، فأشعر بسعادة لا مثيل لها حتى أني لأعتبر نفسي أسعد رجل في الدنيا. * ماذا يفعل الدكتور قبل المغرب وبعده؟ - قبل المغرب في هذا الشهر المبارك أجلس لقراءة القرآن الكريم خاصة وأن الشهر شهر القرآن، قال تعالى في سورة البقرة الآية 184: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدًى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان" ولي وقت آخر كذلك لقراءة القرآن الكريم والمتمثل في ما قبل صلاة الفجر وبعدها إلى غاية طلوع الشمس، ولا يخفى عليك فإني بفضل الله أختم القرآن الكريم في هذا الشهر أربع مرات، بمعدل ختمة في كل أسبوع ضف إليها الختمة التي أسمعها من الإمام في صلاة التراويح، وقبيل الآذان أجلس أمام التلفاز أتابع الحصة الدينية بما فيها الاستماع إلى آيات من الذكر الحكيم، أما بعد المغرب فإني أستعد لصلاة العشاء ثم قيام الليل، وبعدها أجلس ساعة للراحة مع عمي علي، وعمي عبد القادر، والإخوة: كمال وعمر وفضيل ومحمد، وهؤلاء من الجيران نتبادل أطراف الحديث في قضايا دينية واجتماعية وكذلك رياضية، وعندما نفترق أرجع إلى البيت أخصص بعض السويعات للصلاة وقراءة القرآن. * ماهي نوع المأكولات المفضلة لديكم في هذا الشهر الكريم؟ - مائدتي في رمضان جد عادية، فهي تتشكل من شربة الفريك التي لا أستغني عنها والسلطة وبعض الفاكهة وفي الأخير فنجانا من القهوة، ولا أتناول شيئا حتى السحور، لأتناول بعض التمرات، فإن لم أجد فبقطعة من قلب اللوز وفنجان قهوة، أما الأكلة المفضلة "البوزلوف" إلا أني لا أكثر منها في هذا الشهر. * ماهي البرامج التلفزيونية التي تفضلون مشاهدتها في هذا الشهر؟ البرامج التي أحب متابعتها على الشاشة الصغيرة هي الأخبار على قنوات متنوعة: محلية، عربية وأجنبية. ثم الأشرطة الوثائقية على قناة الجزيرة الوثائقية، خاصة التي تتعلق بالمناطق التي عاش فيها الأنبياء، ثم الرياضة وخاصة كرة القدم. * كلمة أخيرة للشعب الجزائري؟ أرجو من هذه الجماهير الغفيرة التي تمتلئ بها المساجد أن تبقى على العهد حتى بعد رمضان وللأبد، إلى أن تلقى اللّه وهو راض عنها، وأن لا تنقطع عن العبادة بانتهاء شهر رمضان، فنحن نصلي ونصوم لِرَبًّ رمضان، ورب رمضان حي لا يموت، وأن نستغل أيامه في العبادات والطاعات، لأننا لا ندري لعل رمضان المقبل لا يلقانا، كما أرجو أن ننال أجره كاملا، وأن نكون من الذين يعتقهم الله من النار. وأرجو للشعب الجزائري الكريم عيدا سعيدا ملؤه الغبطة والمزيد من الانتصارات على جميع الأصعدة، وبمناسبة عيد الفطر المبارك أقول له: تقبل الله منا ومنكم، غفر الله لنا ولكم وجزاكم الله عنا خيرا.