أعلنت الجزائر بشأن بناء اتحاد المغرب العربي أنها على استعداد لتذليل الصعوبات الظرفية التي تعرقل تفعيل اتحاد المغرب العربي، وأشارت على لسان وزير الخارجية مراد مدلسي، إلى أنها ترى أن تفعيل الاتحاد لا بد أن يكون على أسس صحيحة وقوية ودائمة ودون شروط مسبقة تجنبا لإهدار الجهود المبذولة وتخييب الآمال. أوضح مراد مدلسي، أن الجزائر مستعدة كدولة جارة وملاحظة في قضية الصحراء الغربية لبذل كل الجهود الرامية إلى إيجاد حل عادل ودائم لنزاع الصحراء الغربية طبقا للشرعية الدولية، وبما يمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير مصيره، ومن جهة أخرى أعلنت الجزائر تمسكها بتبني اتفاقية دولية شاملة لمكافحة الارهاب تسمح بتنسيق الجهود الدولية لمحاربة الارهاب وملاحقة الجماعات المتطرفة، ووضع إطار يضمن تبادل المعلومات والتعاون الأمني بين الدول للحد من مخاطر التهديدات الأمنية والإرهابية على مختلف الدول باعتبار الارهاب ظاهرة عابرة للحدود والقارات. وقد شدد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي خلال تدخله أمام الدورة ال63 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك نيابة عن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على الأممالمتحدة أن تسارع إلى صياغة اتفاقية دولية حول مكافحة الارهاب وتبنيها ومواصلة محاربة الظاهرة بجميع مظاهرها وأشكالها، وأكد مدلسي أن الجزائر كانت قد قدمت في وقت سابق جملة من المقترحات المتعلقة بوضع اطار دولي يضمن شفافية التعاون والتنسيق الدولي من أجل مكافحة الارهاب . مشيرا الى أن التجارب الأليمة التي عاشتها عدة دول على رأسها الجزائر أثبتت الحاجة الماسة الى تحرك دولي لردع الجماعات المتطرفة. وشدد وزير الخارجية على ضرورة عدم الخلط بين النشاط الارهابي وحق الشعوب في المقاومة والتحرير ، أو استعمال مكافحة الارهاب كغطاء للإساءة للإسلام أو المساس بسمعة أي مجموعة دينية أخرى. في سياق أخر انتقد مسؤول الدبلوماسية الجزائرية عدم التزام الدول الغربية وشركاء افريقيا بالالتزامات المعلنة بشان دعم مبادرات التنمية في افريقيا واسترجاع السلم او ببرامج التنمية الاجتماعية ، وطالب الهيئات المالية والاقتصادية بضرورة تحمل مسؤولياتها وعدم فرض برامحها على الدول الافريقية .. وبخصوص الوضع في السودان جدد وزير الخارجية مساندة الجزائر لمسعى ومقترحات الجامعة العربية والاتحاد الافريقي ومنظمة المؤتمر الاسلامي وحركة عدم الانحياز التي تطلب من مجلس الامن تجميد قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية والعمل باتجاه ترقية وتعزيز ديناميكية السلام والمصالحة الوطنية. وطالب بوقف أي عمل من شأنه عرقلة مجهودات السلام الجارية او المساس بوحدة السودان وسلامته الترابية وسيادته. كما تطرق مدلسي الى عدد من الملفات الدولية بينها ملف المصالحة الداخلية في لبنان وقضية فلسطين وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه على الصعيد الانساني بزيادة مساعداته للتخفيف من معاناته، وعقب ذلك أجرى الوزير بنيويورك محادثات مع نظيره من تيمور الشرقية زكريا أربانو دا كوستا، وأيضا مع مساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا شارل دافيد ويلش. وقد تمحورت المحادثات حول وضعية وآفاق التعاون الثنائي وحول القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك.