تتواصل بأبو ظبي فعاليات الطبعة الثانية لمهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي، والتي تميزت سهرة السبت الماضي بانطلاق برنامج " مخرجات العالم العربي" الذي شهد أول مشاركة جزائرية بمهرجان أبو ظبي برمته وبعرض أول تجربة سينمائية للمخرجة الشابة ياسمين شويخ بفيلمها القصير" الباب" والتي حققت صدى طيبا عند عرضه بقاعة سيني ستار بالمارينا مول، رغم قلة الجمهور وهي من مميزات مهرجان أبو ظبي بالنظر لكثافة البرنامج المسطر وتعدد الفضاءات، إلا أن القلة القليلة التي حضرت، عبرت عن إعجابها بتقنية الفيلم وقصته وجرأة طرح صاحبته. كما أكدت ياسمين شويخ للمستقبل أنها جد سعيدة بهذه المشاركة وإن تفتح تواجد الجزائر بالمهرجان المذكور على قلتها حيث يقتصر كما قالت على مشاركة المخرجة نادية شرابي بفيلمها الطويل " وراء المرآة" إلى جانبها بذات البرنامج، كما تحسرت عن غيابنا من المنافسة الرسمية للأفلام الطويلة غير أنها كما قالت تعقد أملا كبيرا على ياسين قوسيم وهو المخرج الجزائري الوحيد الذي سيخوض تجربة المنافسة من خلال مشاركة فيلمه"ختي" بقسم الأفلام القصيرة. برنامج" مخرجات عربيات" يلقي الضوء على أعمال سينمائية بتوقيع مخرجات عربيات ويشكل استعادة لبعض الأفلام المتميزة في ميادين الإنتاج الروائي الطويل والقصيروالوثائقي والتحريك. وفي هذا الإطار أكدت ريما مسمار منسقة البرنامج للمستقبل أن إقامة هذا البرنامج ليست من قبيل التمييز بين سينما تنجزها المرأة وأخرى يصنعها الرجل. كما أنها ليست تعزيزا للتصنيفات السائدة والمتبعة من نوع سينما نسوية أو سينما المرأة . وإنما يقوم البرنامج على محاولة بحث عن تجارب بارزة صنعتها النساء في محيط اجتماعي وسياسي وفني غير متكافئ الفرص بالنسبة إلى المرأة والرجل على حد السواء . وتابعت حديثها قائلة ربما يكون خلف هذه الرغبة في تخصيص برنامج بالمخرجات العربيات تساؤل دفين حول أسباب انخفاض نسبة السينمائيات ليس في البلدان العربية فقط بل وإنما في العالم ككل. وبخصوص البرمجة أكدت ريما مسمار أن ثراء التجارب المختارة دليل على مواهب مخضرمة وشابة صاعدة تعكس صورة ما عن واقع الإنتاج السينمائي العربي حيث تنوعت الأفلام الطويلة بين أعمال لسينمائيات معروفات مثل مفيدة تلاتلي من تونس أسماء البكري من مصر وأخريات شابات مثل ليلى مراكشي من المغرب ونادية شرابي من الجزائر تخوضان بفيلميهما تجربة العمل الأول. كما يفخر البرنامج بتقديم أول فيلم تحريك عربي طويل لرزام حجازي من سوريا. وأكدت في الأخير أن المهرجان يهدي برنامج هذه الدورة إلى اسم السينمائية اللبنانية الراحلة "رندة الشهال" وعرض اثنين من أفلامها "طيارة من ورق" الحائز على جائزة الأسد الفضي في مهرجان فينيسيا سنة 2003 و"حروبنا الطائشة" فيلمها الوثائقي الذاتي عن تجربة الحرب الأهلية في لبنان.