يكشف عمارة لخوص الكاتب الجزائري المقيم في ايطاليا في هذا الحوار الذي خص به جريدة "المستقبل "عن مشروعه الروائي الجديد والذي يكون حول الهجرة من زوايا مختلفة، كما تحدث لنا عن موضوع أطروحة الدكتوراه التي قدمها مؤخرا بجامعة روما والتي توصل من خلالها إلى أن المهاجر العربي المسلم يعيش في حالة جديدة تتميز بانتمائه الى اقلية دينية واجتماعية وثقافية وهو ما يشكل حسبه تحديا كبيرا لمراجعة أفكاره ومنطلقاته في ضوء سياق أوروبي جديد يمتاز بالتعددية. قدمت مؤخرا أطروحة دكتوراه بجامعة روما حول الجوانب الإيجابية للأقلية، لماذا اخترت هذا الموضوع؟ أطروحة الدكتوراه التي ناقشتها مؤخرا هي استمرار لدراسات ميدانية سابقة كنت قد أنجزتها. في العام 2003 قدمت أطروحة الماجستير حول المهاجرين المسلمين في روما، إثرها فكرت في التركيز على المهاجرين المسلمين العرب لأنهم يمثلون أغلبية كمجموعة إثنية متجانسة في المشهد الإيطالي. ما هي الفرضيات التي انطلقت منها وما النتائج التي توصلت إليها؟ الفرضية الرئيسية هي أن المهاجر العربي المسلم يعيش في حالة جديدة تتميز بانتمائه إلى أقلية دينية واجتماعية وثقافية، وهو ما يشكل تحديا كبيرا من أجل مراجعة أفكاره ومنطلقاته في ضوء سياق أوربي جديد يمتاز بالتعددية بأشكالها المختلفة. ما توصلت إليه يدعو إلى التفاؤل الكبير، إذ هناك محاولات لتجديد الإسلام بعيدا عن ضغوط المجتمعات الأصلية حيث تعاني الديانة الإسلامية من ابتزاز الأنظمة الشمولية من جهة، ومن استغلال سياسوي من طرف الحركات الأصولية من جهة ثانية. ما مدى اهتمام دور النشر الايطالية بالتعريف بالكتّاب الجزائريين؟ وما هي المشاريع الموجودة في ذلك المجال؟ دور النشر الإيطالية تقوم بعملها قدر المستطاع، إن التقصير فينا نحن، ماذا فعلنا للترويج لأدبنا؟ هل قدمنا منحا للترجمة؟ هل لدينا استراتيجية للتعريف بأدبائنا في الخارج؟ أين دور وزارة الثقافة والملاحق الثقافية للسفارات الجزائرية في الخارج؟ للأسف الأجوبة لا تبعث على التفاؤل. صدرت روايتك الثانية :"كيف ترضع من الذئبة دون أن تعضك " لأول مرة عن دار النشر الجزائرية الاختلاف ثم أعادت دار النشر اللبنانية الدار العربية للعلوم نشرها وقمت بترجمتها إلى الايطالية، كيف قمت بالعملية وهل أضفت أشياء أخرى على النص؟ لم أترجم روايتي وإنما أعدت كتابتها. هناك فرق بين الترجمة وإعادة الكتابة، فالمترجم لا يملك الحق في تغيير أسماء الشخصيات أو حذف وإضافة مقاطع كما فعلت أنا. لقد اشتغلت كثيرا على اللغة، اعتمادا على بعض اللهجات المنتشرة في إيطاليا. لماذا اهتممت في هذه الرواية بمسألة الهوية؟ مسألة الهوية هي عماد البحث الأنثروبولوجي والفلسفي. إن الإنسان لا يستطيع أن يعيش ويخلق علاقات مع الآخرين إذا لم يحدد معالم هويته. وقد ركزت في روايتي كثيرا على هذا الموضوع لأنه يمثل صلب تجربة الهجرة. ما هي النشاطات لتي تزاولها في روما كجزائري مغترب؟ هل تنوي كتابة عمل روائي جديد حول ماذا سيكون موضوعه؟ أتعاون مع العديد من الصحف والمجلات الإيطالية. كثيرا ما أستدعى كخبير لإلقاء المحاضرات حول المهاجرين وقضايا تتعلق بالإسلام. أنا عاكف حاليا في كتابة روايتي الجديدة، وتتناول موضوع الهجرة من زوايا مختلفة. حدثنا عن جائزة المكتبيين التي ظفرت بها عن روايتك؟ أنا فخور جدا بحصولي على جائزة المكتبيين 2008. فروايتي ولدت في الجزائر وكبرت في لغات أخرى كالإيطالية والإنجليزية والفرنسية ثم عادت في الأخير إلى أرض الوطن. هل تم تحويل الرواية إلى فيلم ؟ لقد انتهت عملية تصوير الفيلم قبل أسبوعين في روما. من المنتظر أن يكون جاهزا في ربيع العام القادم. للأسف لم أشارك في كتابة السيناريو. قصة الفيلم تختلف عن الرواية شيئا ما. على كل حال أتمنى أن ينال الفيلم كل النجاح. هل تتابع الأخبار الثقافية والسياسية التي تحدث في الجزائر وكيف وممن تستقي المعلومات؟ نعم، أقرأ يوميا بعض الصحف الجزائرية على الإنترنت. أنا على اتصال متواصل مع الأهل والأصدقاء.