وحدت المحرقة الصهيونية في غزة الأحزاب والمنظمات الإسلامية واليسارية في الجزائر، وأصبحوا يلتقون في نفس التجمعات تنديدا بالاعتداءات الصهيونية، ويرفعون نفس الشعارات المستنكرة للصمت الدولي إزاء التقتيل الذي يتعرض له سكان غزة. وبادرت حركتا النهضة والإصلاح الى تنظيم وقفة تضامنية اول امس الخميس بنادي المجاهد بالعاصمة تضامنا مع سكان غزة، ولكن الملاحظ هو الحضور القوي لأصحاب التوجه اليساري من بينهم رئيس الحزب الاجتماعي العمالي صالحي شوقي ورئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان حسين زهوان وممثلين عن النقابة المستقلة لاساتذة الثانوي التي أسسها الراحل رضوان عصمان الذين وقفوا الى جانب الأمين العام لحركة النهضة فاتح ربيعي ورئيس حركة الإصلاح محمد بولحية واحمد بن محمد المرشح المحتمل للحركتين في الرئاسيات القادمة وممثل عن جمعية العلماء المسلمين وآخر عن مؤسسة القدس الدولية. ورفع المشاركون في الوقفة شعارات لبيك ياغزة، ويا قدس نحن قادمون، ولم تسلم الأنظمة والحكام العرب من الانتقادات، واعتبر المشاركون ما يحدث في غزة من تقتيل نتائج خذلان عربي، وفشل وزراء الخارجية حتى في استصدار بيان شديد اللهجة، الى درجة ان موقف وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي كان الأشد في وجه الآلة الحربية الصهيونية. ودعا ممثلو أحزاب سياسية ومنظمات أول أمس الخميس الدول العربية الى التضامن مع سكان غزة ومساعدتهم فعليا لمواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر. وطالب ممثلو الأحزاب المشاركة الدول العربية بمساعدة مواطني قطاع غزة بداية بفتح المعابر وإمدادهم بالغذاء والأدوية.، وراح البعض الى مناشدة علماء الامة الإسلامية الى استصدار فتاوى تدعو الى الجهاد واعتباره فرض عين على كل مسلم من أجل نصرة المواطنين الفلسطينيين. وشددوا على ضرورة الالتفاف حول المقاومة "كخيار استراتيجي يحفظ وجود الامة العربية وكرامتها" وكذا توحيد موقف الدول العربية لوقف العدوان الإسرائيلي ضد غزة وجعل القضية الفلسطينية ضمن أولى أولوياتها. وقال الأمين العام لحركة النهضة فاتح ربيعي في تدخله ان ما يحصل في غزة "مخطط صهيوني تم بتآمر دولي وبتواطؤ بعض الانظمة العربية". وبعد أن أشار الى أن حزبه "غير راض عما خرج به اجتماع جامعة الدول العربية" شدد على أن ما يحدث في غزة "لا يمكن السكوت عنه". أما نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين محمد الاكحل فأكد من جهته أن على العرب "ليس فقط التضامن بالكلام والشعارات بل بالفعل والموقف"، وأضاف انه لا عذر للامة العربية والإسلامية اذا تخاذلت لانها تتوفر على الإمكانيات المادية والبشرية. وأشار الى أن بعض الحكام العرب يتذرعون لتبرير موقفهم باتفاقية 2005 معربا عن رفضه ان تكون هناك "اي اتفاقية مع قوم لا يحترمون اي اتفاق". وانتقد رئيس حركة الاصلاح الوطني محمد بولحية صمت بعض الانظمة العربية مضيفا ان غزة "لا تحتاج فقط الى الغذاء والأدوية بل السلاح أيضا"، وحسبه فإن الامة الاسلامية لا تبكي غزة وسكانها لانهم عنوان الشرف والمقاومة بل تبكي الصمت العربي. وردد عشرات المواطنين الذين حضروا هذه الوقفة شعارات منددة بالصمت ومطالبة بمواقف أكثر حزما. ومن جهته تطرق ممثل مؤسسة القدس العالمية التي يرأسها الشيخ يوسف القرضاوي الى استشهاد نزار ريان وهو أحد ابرز قياديي حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية حماس رفقة تسعة من افراد اسرته. وقال مخاطبا الكيان الصهيوني ان "ما لم يتحقق بالحصار الاقتصادي والسياسي لن يتحقق بهذا العدوان". وعبر الامين العام لحزب العمال الاشتراكي شوقي صالحي عن استنكاره لسكوت من سماهم "دعاة الديمقراطية والحضارة ومعارضي الجرائم ضد الانسانية" في العالم لعدم اعتبارهم اسرائيل "دولة عنصرية رغم كونها كذلك". ودعا الى ضرورة تشكيل "جبهة واسعة للدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني"، وضم ممثل عن نقابة "الكلا" صوته الى صوت من سبقوه وقال إن من لم يقف مع غزة وسكانه فهو مع الصهاينة.