انضمت الجزائر رسميا إلى منطقة التجارة العربية الحرة بعدما أودعت وثائق تصديقها لدى الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة الأربعاء الفارط بعد أربع سنوات من التردد، حيث بدأ العمل بمنطقة التجارة العربية الحرة منذ جانفي 2005. وحسبما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية فإن إيداع وثائق التصديق جرى خلال لقاء جمع مساء الأربعاء مندوب الجزائر الدائم لدى الجامعة العربية وسفيرها بالقاهرة عبد القادر حجار، بالأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بحضور الجهات المختصة بالجامعة. وكانت عدة دول عربية وعلى رأسها الإمارات العربية المتحدة حثت الجزائر على الانضمام إلى منطقة التجارة العربية الحرة، بعدما وافق الرئيس بوتفليقة على الانضمام إليها في 2004، لكن لم يتم إيداع وثائق التصديق عليها إلا بعد ساعات من العام الجديد (2009). وأعلن وزير المالية كريم جودي قبل أسبوعين أن الجزائر ستنضم إلى منطقة التجارة العربية الحرة ديسمبر الماضي. وقال إن انضمامنا إلى منطقة التجارة العربية سيفتح للجزائر المجال لدخول السوق العربية والتعريف بالمنتج الجزائري، وللارتقاء بالتبادل التجاري بين الدول العربية وتطوير النشاط الاقتصادي للشركات الجزائرية. وأبدى منتدى رؤساء المؤسسات تحفظاته بشأن انضمام الجزائر إلى منطقة التجارة العربية الحرة بسبب مخاوف من عدم قدرة المنتوج الجزائري على منافسة منتجات دول عربية أخرى مثل مصر وسوريا ولبنان، مشيرا إلى حاجة الجزائر إلى عامين للاستعداد للانضمام إلى المنطقة العربية الحرة بالرغم من أن الجزائر انضمت إلى منطقة التبادل الحر مع الاتحاد الأوروبي دون معارضة منتدى المؤسسات، كما أن الجزائر تسعى منذ سنوات للانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة التي تضم العديد من الدول العربية، مما يعني أن تحفظات منتدى رؤساء المؤسسات غير منطقى، لأن المنتوج الجزائري يواجه خطر منافسة المنتوج الأوروبي أكثر من المنتوج العربي، بل إن الوزير الأول الجزائري أحمد أويحيى دعا إلى البحث عن أسواق جديدة في إفريقيا والوطن العربي لتسويق المنتجات الجزائرية بعد أن عجزت عن تسويقها في السوق الأوروبية، حيث لا يتجاوز حجم الصادرات الجزائرية خارج المحروقات ملياري دولار في معظمها نفايات حديدية وغير حديدية تنوي الجزائر مستقبلا وقف تصديرها نظرا للجوانب السلبية التي تكتنفها. وبدأ العمل بالمنطقة العربية الحرّة في جانفي عام 2005 بمشاركة 17 دولة عربية من أصل 22 دولة، وهي تمثل 94٪ من مجمل التجارة العربية، بحسب تقديرات أعلن عنها نهاية عام 2006، وتجدر الإشارة إلى أن حجم المبادلات التجارية العربية البينية تضاعفت منذ 2005 من 5 بالمئة إلى 10 بالمئة في 2007، وسيعقد خلال هذا شهر أول قمة عربية اقتصادية بالكويت، كما سيجتمع على هامش هذه القمة اتحاد الغرف العربية للتجارة والصناعة والزراعة والذي سيدعو حسب رئيس الاتحاد عدنان القصار القادة العرب إلى تطبيق السوق العربية المشتركة.