عرفه الكثير عبر الفضائيات الدينية ويسير مؤسسات خيرية. له نشاط في التأليف ونشر الكتب والمقالات. صاحب مشروع صناع الحياة . انتقل حشد كبير من المثقفين وشخصيات دعوية منهم الشيخ عبد الرحمان شيبان للاستماع لمحاضرته في فندق الاوراسي وقد خص المستقبل بحوار معه . المستقبل: كيف وجدت الجزائر وأنت الذي تزورها لاول مرة؟ الداعية عمرو خالد: بسم الله الرحمن الرحيم، لقد سمعت كثيرا عن الجزائر وأعلم أن الشعب الجزائري متحمس معطاء ومضح، وهذه المرة الاولى التي أتعامل معه على المباشر حيث حظيت بحفاوة الاخ مع أخيه. ودعيني أخبر قراء المستقبل أن الجزائر ثاني بلد يسمعني بعد مصر من خلال الاشرطة وعبر الإتصال بهم بالهاتف والذين أشعر بحبهم لي، وقد زاد إعجابي بها أكثر بعد زيارتها حيث لم أكن أتوقع أن تكون الجزائر بهذا الجمال خاصة وأنا أطل من الطائرة وأرى جمال البحر وأنا من الإسكندرية، وكنت أعتقد بحرها الأجمل على الإطلاق إلى غاية الأمس حيث شاهدت مناظر في الجزائر في منتهى الجمال مع أني زرت عدة بلدان إلا أننى جد مستمتع بشعب الجزائر وبنضج الصحافة الجزائرية وبحجم الإعلام الذي التقى بي ومدى تفاعله وتجاوبه معي وكأننا إلتقينا معا منذ فترة طويلة.
المستقبل: بالفعل وجه الجزائر تغير وقد آلمتك بلا شك الظروف الصعبة التى عاشها الشعب خلال فترة المأساة الوطنية وإكتوى بنارها جميع أبنائه دون تمييز بفعل أفكار هدامة ضللت بعض الشباب وغررت بهم فماذا يقول الداعية عمرو خالد في شاب يرفع السلاح في وجه أبيه وأخيه وبنيه ويكفّر من حوله؟ الداعية عمرو خالد: هذا ليس بالإسلام الذي علمه لنا الرسول عليه الصلاة والسلام. الإسلام الذي يحثنا على بر الوطن والإخلاص في حبه ومن أعماق الإيمان كيف تحمي بلدك وتنميها. وكيف تموت من أجل بلدك لا أن تخربها بيدك، لا يمكن أن نسمي هذا دينا أو إسلاما يقول عز وجل "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين "، رحمة لغير المسلم وحتى الحيوان. والرسول عليه الصلاة والسلام قتلت سمية ظلما من غير المسلمين وفي بلده، ورفض أن يرد بالعنف ومع ذلك قال "صبرا آل ياسر إن موعدكم الجنة". لم يلجأ للعنف حفاظا على البلاد ويوم فتح مكة قال أحد الصحابة المتحمسين غاضبا لسنوات الظلم فقال "اليوم يوم الملحمة " بمعنى يوم إراقة الدماء، ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام رد عليه "لا لا اليوم يوم مرحمة، اليوم يعز الله قريشا، اليوم يرحم الله قريشا". وعندما هاجر إلى المدينة اول كلمة قالها في مجتمع به كفار ويهود "أيها الناس أطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام". كيف يفهم بعد كل هذا أن يخرب الشخص بلده . المستقبل: تحدثتم عن بر الوطن ما رأيكم في الشباب الذي انصرف عن الشأن العام وعزف عن المشاركة في الحياة السياسية كيف يمكن إقناع الشباب ليكون له الكلمة في صنع القرار؟ الداعية عمرو خالد: بعض الشباب العربي عامة وليس الجزائري فقط منسحب من الشأن العام ويشعر أن هذه القضايا لا تهمه ولا يعتني بها. وقبل اتهام الشباب نوجه الاتهام للإعلام والمساجد والدعاة والحكومات، كلهم يتحملون مسؤولية عزوف الشباب ويكمن الحل في إعادة الأمل للشباب من خلال طرح مشروعات تطوعية وتحفيزهم للمشاركة في أعمال تنموية وخيرية ويثابوا عليها ويكرمهم الإعلام لتكون هذه البداية في بناء وطنهم. والشباب الآن لا يجدون من يتقبل ايجابياتهم ويشعرهم بالفخر لمشاركتهم في العمل العام. فمتى عاد الامل عاد الشاب لممارسة دوره في المجتمع. المستقبل: تقييمك لمشروع صناع الحياة كفكرة ومدى تجسيدها على أرض الواقع؟ الداعية عمرو خالد: فكرة صناع الحياة جاءت كشعار لتنمية الإيمان والغرض منها فتح قناة لتجديد طاقة الإيمان. وتعلمون أن الإيمان عدة أشكال ومنها خدمة الوطن ومشروع صناع الحياة موجود في أزيد من 120دولة ولدينا ترخيص من اليمن ومعترف به في الأممالمتحدة ونأمل أن تتحول إلى منطمة دولية. المستقبل: هل لمستم نتائج إيجابية لهذا المشروع على أرض الواقع؟ الداعية عمرو خالد: آخر إنجازاتها حملة حماية ضد المخدرات وكانت من الحملات الناجحة نفذت في عدة دول منها الجزائر نتج عن هذه الحملة معالجة 5ألاف مدمن خرجوا خلال الشهرين الفارطين من المصحات بعد أن تم علاجهم . ومن خلال صناع الحياة انطلقنا في مشروع الإنسان لمساعدة الأسر الفقيرة، لا نعطي أموالا وإنما نوفر لهم مشروعا بقيمة ألفي دولار شرط أن يبعث ابنه إلى المدرسة وفي حال أخل بهذا الشرط نسحب منه المشروع. طبق هذا المشروع في 6 دول استفادت منه أكثر من 600 أسرة فقيرة نأمل أن نصل هذا العام الى 7 آلاف أسرة. المستقبل: تقييمكم لدور الدعاة عبر الفضائيات هل أوصلوا الرسالة ؟ الداعية عمرو خالد: هناك جهد مبذول أعتقد، لكن يجب مراعاة أولويات المجتمع، فإذا كانت البطالة من أولويات الشباب فأين الخطاب الديني من هذه القضية، واذا كان شبابنا يتجه إلى العنف يجب ان يركز الدعاة عبر الفضائيات على تصحيح المفاهيم ولا يتكلموا على الأمور البسيطة، وعند تركيز الدعاة على اولويات الأمة عندها نقول نجحت المستقبل . المستقبل: ما هي العقبات التي تواجه الداعية في ظل مغريات الحياة الإجتماعية وانتشار الآفات الإجتماعية؟ الداعية عمرو خالد: عقبات الداعية بالدرجة الأولى نفسه وانتصاره عليها، الإخلاص في العمل لله. إذا استطاع ذلك يمكن له أن ينتصر على الآخرين وأطلب من كل من يسألني أدعو لك بماذا؟ أقول له أدع لي بالإخلاص. العقبة الثانية القراءة الكثيرة وثالثا الإحتكاك بالمجتمع وفهم الواقع. المستقبل: هل يمكن أن تحدثونا عن جديدكم؟ الداعية عمرو خالد: أنا بصدد التحضير لبرنامج "المجددون "الذي سيبث عبر الفضائيات، يتكون من 16 شابا منهم 3 شباب جزائريين، يكلف الشباب بمهام مختلفة. كل أسبوع ينجزون مهمة ليكونوا قدوة لغيرهم وسيستمر البرنامج إن شاء الله 3 سنوات المستقبل: كلمة أخيرة الداعية عمرو خالد: أنا سعيد سعيد بشكل لا يوصف لوجودي بينكم في الجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد وأعتبر وجودي هنا شرفا كبيرا وأشعر بتواضع كبير وأنا أخاطب هذا الشعب المضحي في سبيل العزة والكرامة والحرية