أفادت مصادر موثوقة، أن الجزائر قررت "إستثنائيا" السماح لقافلة التضامن مع غزة التي إنطلقت من العاصمة البريطانية لندن متوجهة إلى قطاع غزة تضامناً مع أهلها، عبر حدودها البرية المغلقة مع المغرب منذ 1994، ومن المنتظر أن تصل القافلة إلى المركز الحدودي "زوج بغال" في التاسع عشر من الشهر الجاري، وهو قرار أول من نوعه يعكس التضامن المطلق للجزائر مع القضية الفلسطينية. وتقطع القافلة عدة ولايات قبل وصولها إلى العاصمة، وتسير العديد من المنظمات البريطانية المتضامنة مع القطاع بمشاركة حوالي أكثر من مائتي متطوع، عشرات الشاحنات قدر عددها حتى اللحظة بأكثر من مئة شاحنة محملة بالمواد الإغاثية والطبية والغذائية، يتقدمها 13 سيارة إسعاف ودفاع مدني، بجانب احد القوارب المقدمة للصيادين الفلسطينيين. وحسب خارطة الرحلة فستمر القافلة التي تستمر 16 يوماً عبر فرنسا وإسبانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر وصولاً إلى غزة عبر معبر رفح البري، وستقوم خلال رحلتها بجمع التبرعات المادية والعينية بغرض إيصالها للمحاصرين في غزة ويتوقع أن ينضم لها عدد آخر من الشاحنات. وأكد الناشط الفلسطيني ضد حصار قطاع غزة رامي عبده أن "رحلة خط الحياة" من بريطانيا إلى أهالي غزة كما أطلق عليها المنظمون ستكون التحرك الأكبر والأبرز رفضا للحصار المفروض على غزة. من جهتها، قالت المنسقة المحلية للتحرك سالي عمور إن هذا التحرك يقوده النائب البريطاني جورج غالاوي، بالتعاون مع عشرات المؤسسات والجمعيات المتضامنة مع فلسطين والرافضة لحصار غزة، مدعوم بشكل أساسي من تحالف أوقفوا الحرب والمنظمة العربية البريطانية والعديد من النقابات العمالية والتجارية البريطانية بجانب عدد كبير من المنظمات الإسلامية. وتتألف القافلة من 170 شاحنة محملة بمواد وأدوات طبية وملابس وأغطية تتجاوز قيمتها مليون جنيه إسترليني (1.4 مليون دولار)، كما تشمل سيارات إسعاف وإطفاء وقاربا واحدا. وزينت الشاحنات التي ستقطع على مدى 20 يوما أكثر من ثمانية آلاف كيلومتر، بالأعلام الفلسطينية وعبارات التضامن مع غزة. وقال غلاوي إن المساعدات التي تحملها القافلة هي تبرعات فردية تم جمعها من كل أنحاء بريطانيا، مشيرا إلى أن "فكرة القافلة أصبحت حقيقة الآن" بعد نحو أربعة أسابيع فقط من العمل الجاد. وتساءل غلاوي "كيف لو سارت القوافل من جميع دول العالم نحو غزة وفعل الناس مثل ما فعلنا في بريطانيا، ألن يساعد ذلك في كسر الحصار المفروض على غزة وينهي مأساة حقيقية يعيشها الناس هناك".