قرر حزب العمال المشاركة في الرئاسيات المزمع عقدها في 9 افريل القادم، وذلك بعد "نقاش مستفيض" بين قيادة الحزب وأعضاء اللجنة المركزية والمجلس الوطني، حيث أعلنت الأمينة العامة للحزب لويزة حنون، أمس، أنها مترشحة عنه لخوض الرئاسيات القادمة، لتكون أول امرأة تعلن ترشحها للموعد القادم بعدما كانت أول امرأة أيضا تصل الدور الأول خلال رئاسيات 2004 منذ إعلان التعددية في الجزائر، وأكدت الأمينة العامة لحزب العمال أن حزبها "لا يمكنه أن يتبنى خيار المقاطعة" فيما يخص رئاسيات أفريل 2009. لأن هذا الخيار "أصبح يستخدم للمساس بالسيادة الوطنية من قبل قوى عظمى". وقالت حنون إن القرار جاء بعد دراسة معمقة خلال الدورة الطارئة التي جمعت أعضاء المجلس الوطني واللجنة المركزية للحزب الخميس، للفصل في المشاركة أو عدمها في الرئاسيات القادمة، وكان مضمون النقاش حول خيارين "إما الامتناع أو المشاركة". وأشارت إلى أن أعضاء اللجنة المركزية قد اجتمعوا للنظر في هذه المسألة وفضلوا أن يوسعوا النقاش إلى أعضاء المجلس الوطني، ثم تقرر دخول الانتخابات بمرشح هو الأمينة العامة لويزة حنون، التي قالت إن المقاطعة "لا يمكن لها أن تساعد في بناء الأمة والحزب وحماية الاقتصاد". أما عن الامتناع فاعتبرت حنون أنه "يعني الحياد" موضحة أن "النقاش انصب حول ما يمكن أن يحمله هذا الحياد وماذا يمكن للمشاركة أن تقدمه من جانب التعبئة الجماهيرية وطرح البديل المؤسساتي والسياسي والاقتصادي الذي يؤكد أن هناك إمكانات لتثبيت أفق حقيقية". وفي نفس السياق أشارت إلى أن "الكثير من المواطنين الذين تحدث معهم مناضلو الحزب خلال حملة جمع التوقيعات طلبوا من حزب العمال المشاركة لأنه حزب يطرح البديل". وأكدت أن الحزب بهذا يكون يختار الموقف السياسي الذي سيساعد الأمة على مواجهة أزمة النظام الرأسمالي غير المسبوق والموقف الذي سيثبت مكانة البلاد ومسار السلم ويساعد في اتخاذ منعرج إيجابي ويثبت الحزب وتقدمه. وذكرت بهذه المناسبة أن حزب العمال لم يتبن المقاطعة منذ ديسمبر 1991 "لأسباب مصيرية" وقام بحملة مقاطعة سلمية، كما أنه لم يشارك في رئاسيات 1995 دون الدعوة إلى المقاطعة بل "ترك الخيار الحر للمواطنين". وأضافت في نفس الموضوع أن حزبها "يريد أن يمر الاقتراع بسلام، وأن تخرج الأمة منه بصورة أقوى ومنتصرة" معبرة عن أملها في أن تكون رئاسيات أفريل "أول اقتراع يجري في صورة عادية دون تحرشات داخلية وخارجية ودون ابتزازات ومناورات لكي تتحول الأنظار عن النقاش الحقيقي والمناظرة بين الأفكار والبرامج". وبهذه المناسبة سجلت حنون أنه "تم تحقيق 70 بالمئة من الأهداف التي سطرت في حملة جمع التوقيعات" مشيرة إلى أنه تم لغاية الخميس جمع 000 140 توقيع من المواطنين من 48 ولاية و980 توقيع من المنتخبين. وأضافت أنه تم جمع أكثر من 11 ألف توقيع في الجزائر العاصمة وأكثر من 0007 في سطيف وأزيد من 2600 في تيزي وزو.