أكد الدكتور عبد القادر حدوش ممثل حزب جبهة التحرير الوطني في مرسيليا للمستقبل أنهم يراهنون على نسبة مشاركة عالية في أوساط الجالية الجزائرية بالمهجر، وهو ما لمسه خلال الحملة التحسيسية بأهمية التصويت في الرئاسيات والتي قادها رفقة مجموعة من مناضلي الأفلان بالتنسيق مع القنصلية الجزائرية في مرسيليا، معتبرا أن مشاركة الجالية بقوة في رئاسيات آفريل 2009 ستسمح لهم المطالبة بإنشاء مجلس للجالية الجزائرية بعد حل ودادية الجزائر بالخارج. المستقبل: شرعتم في حملة تحسيسية بأهمية مشاركة الجالية الجزائرية في المهجر في الرئاسيات المقبلة حتى قبل أن تنطلق الحملة الانتخابية، فما الهدف من وراء هذا النشاط المبكر؟ حدوش: الهدف الأساسي من هذه الحملة التحسيسية هو أن يكون للجالية الجزائرية في المهجر صوت مسموع في الجزائر ولدى السلطات العليا، واستراتيجيتنا تكمن في رفع نسبة التصويت لدى الجالية وذلك حتى نتمكن كجالية من الحديث مع الهيئات الرسمية عن انشغالاتنا بثقل، ولكي نشرك هذه الجالية في المسار التنموي للبلاد، وحتى يعلم المسؤولون الجزائريون أن المغتربين في الخارج لازالوا مرتبطين بوطنهم. ولكن من يمثل هذه الجالية ومن يتكلم باسمها وعن انشغالاتها؟ من قبل كانت هناك ودادية الجزائريين بالخارج وبعد حلها لم يعد لنا كجالية جزائرية هيكل رسمي يستوعبنا، لذلك نسعى لكي يكون لنا مجلس للجالية الجزائرية مثلما هو الحال في المغرب، لهذا نريد رفع نسبة المشاركة في أوساط الجالية من خلال الحملة التحسيسية التي نشطناها بمرسيليا بالتنسيق مع القنصل الجزائري بمرسيليا. كيف تفسرون مشاركة الجالية الجزائرية في المهجر بقوة في الانتخابات الرئاسية في آفريل 2004 في حين كانت هذه المشاركة ضعيفة في الانتخابات التشريعية لعام 2007؟ في رئاسيات 2004 بلغت نسبة المشاركة لدى الجالية الجزائرية 60 بالمئة وانخفضت في تشريعيات 2007 إلى 16 بالمئة وذلك راجع لأن رئاسيات 2004 رهان وطني ويتعلق بمصير أمة ومصير شعب والحافز الانتخابي ليس نفسه في الرئاسيات وفي تشريعيات. ما هي الأنشطة التي قمتم بها خلال هذه الحملة التحسيسية؟ بدأنا الحملة التحسيسية في 19 فيفري وامتدت إلى غاية الأسبوع الأول من مارس، قمنا خلالها بعمل جواري من خلال زيارة أسواق مرسيليا التي تعج بأفراد الجالية، ووزعنا المنشورات التحسيسية على المغتربين الجزائريين، عبر البريد، وخارج المساجد بعد صلاة الجمعة وعلقناها الملصقات على الجدران، كما كان لنا مع أفراد الجالية حديث مباشر عن أهمية تصويتهم في هذه الانتخابات، لأنه من غير المعقول أن نطلب من السلطات الجزائرية أن تلتفت إلى انشغالات مواطنيها في المهجر ونسبة مشاركتهم في الانتخابات 5 أو 10 بالمئة. من أشرف على هذه الحملة، الأفلان أو التحالف الرئاسي أو القنصلية الجزائرية بمرسيليا؟ مجموعة من مناضلي حزب جبهة التحرير الوطني هي التي قادت هذه الحملة التحسيسية في مرسيليا وكانت تمثل عدة فئات من شباب ونساء وقدماء مناضلي جبهة التحرير الوطني ومثقفين، وقد بلغ عدد الملصقات والمنشورات التي وزعناها أو علقناها 15 ألف، كما أن هذا العمل الجواري كان بالتنسيق مع جمعيات المجتمع المدني ومع ممثل التجمع الوطني الديمقراطي النائب مصطفى زروال مدير الحملة الانتخابية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة في جنوبفرنسا وهو شخص له وزنه في أوساط الجالية ويعرف جيدا مشاكلها، بالإضافة إلى الدور البارز الذي لعبه قنصل الجزائر بمرسيليا. كيف كانت ردود فعل الجالية إزاء هذه الحملة، وهل واجهتكم صعوبات؟ ردود الفعل كانت في غالب الأحيان إيجابية، وحتى وإن وجدنا معارضة للمشاركة في هذه الانتخابات فهي قليلة ومحدودة لأن المقاطعة لا تخدم مستقبل الجزائر. ألم تلمسوا فتورا لدى أفراد الجالية بسبب عدم وجود منافسين أقوياء للرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة مقارنة برئاسيات 2004؟ الناس التي تتكلم عن المقاطعة وتراهن على نسبة مقاطعة عالية في أوساط الجالية الجزائرية بالمهجر نعتبر تكهناتها كلام صالونات، ونحن المتواجدين في الميدان وفي اتصال مباشر مع أفراد الجالية نراهن على نسبة مشاركة مرتفعة في رئاسيات أفريل 2009. ما هي المؤشرات التي تنطلقون منها لتكونوا متفائلين كل هذا التفاؤل؟ الجالية الجزائرية ومنذ نهاية التسعينيات تلاحظ تحسنا في الوضع الأمني وتحسن المستوى المعيشي والاقتصادي، وفي سنوات مضت كان أفراد الجالية الجزائرية بالمهجر يزورون الجزائر مرة أو مرتين على الأكثر في السنة بسبب تردي الوضع الأمني لكنهم في السنوات الأخيرة يزورنها أكثر من أربع مرات في السنة خاصة الميسورين منهم، حيث كانت العائلات الجزائرية المقيمة في المهجر تفضل قضاء عطلها في تونس أو الجزائر في سنوات التسعينيات بسبب الوضع الأمني، أما الآن فتأتي إلى الجزائر بدليل أنك في العطل تجد صعوبة في حجز مقعدك في الباخرة أو الطائرة بالنظر إلى العدد الكبير من المغتربين الذين يعودون إلى أرض الوطن، وهذا مؤشر إيجابي يدفع أفراد الجالية للتصويت في الانتخابات، الأمر الآخر يتعلق بالمصلحة الوطنية، لأن السؤال المطروح هل العزوف عن الذهاب إلى مكاتب الاقتراع سيجعل الجزائر تتقدم؟ تستعدون حاليا لتنشيط الحملة الانتخابية لصالح مرشحكم عبد العزيز بوتفليقة فهل تنسقون مع مديرية الحملة الانتخابية لهذا المرشح ومع أحزاب التحالف؟ الحملة الانتخابية ستنطلق يوم 18 مارس ونحن كمناضلي الأفلان في مرسيليا ننسق مع مسؤول الحزب المكلف بالجالية عبد الحميد سي عفيف، كما ننسق مع نائب الأرندي مصطفى زروال المكلف بقيادة الحملة الانتخابية في جنوبفرنسا وسنعقد تجمعات ولقاءات انتخابية وسنتكلم عن حصيلة عشر سنوات من قيادة الرئيس بوتفليقة للجزائر بالأرقام وبأشياء ملموسة أو محسوسة.