تأتي العطلة المدرسية و تجد الأولياء يتوهون في سبيل إيجاد ما يمتع أطفالهم الذين لم تعد تستهويهم إلا الألعاب المعروفة عالميا و المكلفة ماديا، دون أن يكون لها أثر إيجابي في النمو الفكري أو العقلي للطفل، كلنا وقعنا ضحية عدم قدرتنا في تقديم البديل ،شيء بسيط و ممتع أهملناه و نستعمله فقط لتزيين رفوفنا، إنه الكتاب. الطفل بحاجة لوسيلة توسع خياله و تحدد ملامح شخصيته و تنقل له المبادئ في حوادث يتأثر بها و يتفاعل مع تفاصيلها، إن سرد القصص للأطفال يوسع مداركهم ويعمق فكرهم، ويجعلهم أكثر قدرة على الحديث والتحاور مع الآخرين وينمي فيهم روح المناقشة والاستفسار ويؤصل عندهم النقد للأشياء، والأمور التي تدور حولهم هنا وهناك، وتجعلهم أقوياء الملاحظة، فهم لا يتركون صغيرة ولا كبيرة إلا وسألوا عنها بفهم جميل ووعي ملحوظ. وقد تؤثر قصة واحدة في نفس الطفل أكثر من نهج يدرسه لفترة طويلة. ذلك لأن الطفل يعيش ويسرح بخياله مع القصة ويتعايش تعايشاً كاملاً مع أحداثها، ويتأثر كثيراً بأشخاصها، بل يتمنى في داخل نفسه أن يكون هو البطل لهذه القصة، وهكذا يعيش في عالم جميل مع القصة ويعتبرها جزءاً لا يتجزأ من شخصيته وهذا يساعد في بلورتها بقدر كبير، وتحفزه و تعمل على إكسابه المزيد من المهارات وتنمية القدرات العقلية والتنمية الاجتماعية والنفسية والانفعالية عنده فالقصة تعمل على تصور جوانب الحياة وتعبر عن العواطف الإنسانية وتصف الطبيعة وتشرح الحياة الاجتماعية وتساعد في الوصول إلى المثل العليا بما فيها من تأثيرات في أعماق النفوس ، و تساعد على تكوين اتجاهات واضحة وقيم متعددة .وتمثل صورة الإبداع الفني التعبيري تصاغ بأسلوب لغوي فالأطفال بطبيعتهم يميلون إلى سماع قصص أمهاتهم وجداتهم . و تعمل القصة على إكساب الطفل الكثير من المعلومات وتساعده في غرس القيم والمبادئ الخلقية السليمة التي تساهم في تربيته وتوجيهه. إن النمو العقلي يخضع لمظاهر تطور العمليات العقلية المختلفة والتي تبدأ بالمستوى الحسي الحركي وتنتهي بالذكاء العام الذي يعتمد على نمو الجهاز العصبي ، وذلك من خلال ازدياد القدرة على التذكر والحفظ والانتباه والتخيل والتفكير وغير ذلك من العمليات العقلية العليا .و الإدراك والقدرات المكتسبة والتي تعتمد على التعليم والتدريب كالتفكير ، التذوق ، والابتكار عند الأطفال. توسيع الخيال والتخيل وبما إن القصة تخاطب العواطف من خلال الصور الإبداعية والخلقية فانه من السهل على الطفل أن يحيا في جو من الخبرات الخيالية الموجودة فيها لإشباع حاجته إلى النجاح و الحاجة إلى التقدير الاجتماعي. و أيضا تحتوي القصة على اتجاهات اجتماعية فمن خلال هذه النصوص تساعد الطفل على إثارة نزعات كريمة في نفسه، وتعمل على بث العواطف النبيلة، وطبع الخلق الفاضلة وتدفع به إلى حب الخير. فالقصة من خلال كلماتها تحتوي على أهداف اجتماعية ونفسية تبرز للطفل القيم الحميدة فتشعره بالانتماء للأسرة، وتعويده على كيفية التعامل مع الآخرين: المحبة، الاحترام، حسن التصرف، اكتساب مهارات اجتماعية في عملية الاتصال مع الغير.و مساعدته على التعرف على المبادئ والقيم التي يتميز بها المجتمع. كيف نختار القصة المناسبة ؟ سؤال يطرحه كل الآباء و الأمهات و جوابه بسيط جدا،دع طفلك يختار حتى و لو كانت القصة لا تليق بسنه ،لأن هذا يعطيه الإحساس بالأهمية .في داخل كل منا طفل لم يكبر و لولا مشاغل الحياة ما وجدت أحسن من قصة جميلة أنام عليها، ألست محقة ؟