أصبحت الجزائر في السنوات القليلة الماضية قبلة لكبار علماء الإسلام من مختلف الأقطار والأمصار وساهمت فتاوى العلماء برد الشبهات حول الفتنة التي هزت الجزائر وأسالت دماء الكثير من الجزائريين لأكثر من عشرية كاملة. ومن الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، والشيخ وهبة الزحيلي رئيس رابطة علماء الشام والداعية الشاب عمرو خالد، وأقطاب السلفية شيوخا وشبابا من أمثال الشيخ أبو بكر جابر الجزائري المدرس بالمسجد النبوي الشريف ووصيته الاخيرة للشعب الجزائري بالوحدة ووجوب أن يكون في الموعد يوم الانتخابات الرئاسية برهانا على التمسك بالوطن واختيار قيادته بيده لا بأيدي غيره إلى الداعية السلفي الشاب عائض القرني، وشيوخ الأزهر الشريف. وقد كان للزيارات العديدة التى قادت هؤلاء المشايخ والعلماء إلى الجزائر ووصايا غيرهم في نبذ العنف والتطرف والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة عظيم الاثر في نزول الكثير من المسلحين من الجبال وإعلانهم التوبة والعودة إلى أحضان المجتمع بعد أن غرروا بفتاوى مشوهة ومضللة تبيح سفك الدماء وترويع الابرياء وهتك الاعراض والممتلكات، ورغم أن فيه من يهيب بالعلماء من مختلف إتجاهاتهم للصدع بالحق وقول كلمة الفصل بعيدا عن الحسابات السياسية لبعض "الشيوخ" الذين لم تنطقهم آلاف الدماء التى سالت ولم تنق السنون ما علق من ضغائن. وحتى وإن انتهجت الجزائر "خيار المصالحة "تحدث البعض عن "حصاد المصالحة" ومكاسب قد تصور البعض أنها غنائم حرب آن توزيعها ونسي هؤلاء وأولئك أن الشعب الجزائري غير قابل لا للضرب ولا للقسمة. وهذا ما جعل من علماء الإسلام يهبّون لمباركة نهج التصالح بين الجزائريين. فقد أكد الشيخ عائض القرني الداعية ذائع الصيت في زيارته الاسبوع الماضي إلى الجزائر بأنه كثيرا ما حدّث نفسه وتحدث مع عدد من العلماء حول زيارة الجزائر إلى أن واتته الفرصة وقابل أمراء تائبين ورد على بعض تساؤلاتهم الشرعية. كما أن الشيخ أبو بكر جابر الجزائري أحد أقطاب التيار السلفي أوصى مؤخرا في رسالته الجزائريين إلى المشاركة في الانتخابات الرئاسية بكثافة معتبرا هذه المشاركة حقا وواجبا، مشيدا بسياسة المصالحة الوطنية والوئام المدني التي "قام بها المجاهد أخونا عبد العزيز بوتفليقة". وقبله دعوة الشيخ يوسف القرضاوي المسلحين في الجبال إلى التوبة والعودة إلى سبيل الرشاد وعدم استحلال دماء الجزائريين، وزار الشيخ القرضاوي الجزائر في أكثر من مناسبة كانت آخرها علاجه في الجزائر حيث زاره الرئيس بوتفليقة في المستشفى. أما الشيخ وهبة الزحيلي الذي كان حاضرا في المعرض الدولي للكتاب طبعة 2008 وحذر في حوار أجرته معه يومية المستقبل الشباب الجزائري من خطورة الغلو في الدين والتسرع في تكفير المسلمين دون مراعاة للضوابط الشرعية. وبالنسبة للداعية الشاب عمرو خالد فكانت زيارته مميزة للجزائر حيث أكد بأن الجزائريين ثاني الشعوب العربية تفاعلا معه، وأبدى سعادته لزيارة الجزائر واستعداده لمساعدة الشباب الجزائري للبروز والتألق في برامجه المتعلقة بصناع الحياة. ويكفي أن نشير إلى أن عددا كبيرا من العلماء خاصة من الأزهر الشريف ومن سوريا ولبنان واليمن وحتى السودان زاروا الجزائر في رمضان الماضي خلال الدروس المحمدية التي نظمتها الزاوية الهبرية تحت رعاية الرئيس بوتفليقة وألقوا عددا من الدروس والمحاضرات، واعترف أحد المقرئين المصريين بأن الجزائر تشهد اهتماما كبيرا بأهل القرآن الكريم بدليل برنامج فرسان القرآن، وإطلاق قناة تلفزيونية للقرآن الكريم.بداية من سنة 2009 التي تؤشر على أنها سنة الخيارات الكبرى للشعب الجزائري.