دعا عضوان في مجلس الشيوخ الأمريكي امس إدارة الرئيس الامريكي باراك اوباما إلى الالتزام بتسوية نزاع الصحراء الغربية وتنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي. وقال العضوان جيف بينغاما وتوم أودال في رسالة وجهاها إلى الرئيس أوباما "بما أن زعامتكم وزعامة السفراء (الأمريكيين) تبقى حيوية لتسوية النزاع ووضع حد للازمة الإنسانية التي يعيشها اللاجئون الصحراويون فإننا ندعو إدارتكم وبإلحاح إلى الالتزام بتسوية هذا النزاع". وذكر عضوا مجلس الشيوخ بأهمية تبني مجلس الأمن الأممي موقفا موحدا والضغط على طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليزاريو من أجل حل سياسي يضمن الاستفتاء الذي حظي في الماضي بقبول الطرفين. وأكدا في هذا الصدد أنه بعد 34 سنة من الجهود ومحاولات تسوية وضعية الصحراء الغربية "ما يزال الشعب الصحراوي ينتظر لحد الآن تنظيم استفتاء لتقرير المصير الذي يعترف به ميثاق الأممالمتحدة". وتتزامن هذه الرسالة مع شروع مجلس الامن الاممي في مناقشة تقرير الامين العام الاممي حول النزاع في الصحراء على ضوء ملاحظات مبعوثه الشخصي الجديد كريستوفر روس. وكان أربعة أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي قد دعوا في بداية شهر أفريل الرئيس أوباما وإدارته إلى دعم شعب الصحراء الغربية في ممارسة حقه في تقرير المصير "من خلال استفتاء حر وعادل ونزيه". ففي رسالة وجهت إلى الرئيس أوباما أكد النواب روسل دي. فينغولد وجيمس م. إنهوف وإيدوارد م. كنيدي وباتريك ج. ليهي أنه "في الوقت الذي تباشرون فيه عهدتكم نطلب من فخامتكم وإدارتكم العمل من أجل دعم شعب الصحراء الغربية في حقه لتقرير المصير من خلال تنظيم استفتاء حر وعادل وشفاف". وجاء في نص الرسالة انه "من مصلحة بلادنا أن نتأكد من أنه تم تسوية هذه المسألة بإنصاف طبقا للمبادئ الدولية المعترف بها وبطريقة تسمح للشعب الصحراوي باختيار مستقبله السياسي والاقتصادي بكل ديمقراطية". وذكروا في هذا الصدد أن منظمة الأممالمتحدة صادقت على عشرات اللوائح التي تنص على حق الصحراويين في تقرير المصير علاوة على نشر بعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية (المينورصو) للسماح للشعب الصحراوي الاختيار بين الاستقلال أو الاندماج في المغرب". وكان النواب قد أعربوا في تلك الرسالة عن استيائهم "لعرقلة المغرب لهذا الاستفتاء مقترحا بدله مخطط الحكم الذاتي الذي يتنكر للصحراويين حقهم في مسار تقرير المصير بما فيه الاستقلال". وأضاف النواب أنه "تحت رئاستكم تتوفر لدي الولايات المتحدة الأمريكية فرصة جديدة للمساعدة على الخروج من هذا الطريق المسدود الذي آل اليه هذا النزاع الذي طال امده". وكان المغرب وجبهة البوليزاريو باشر في جوان 2007 مفاوضات مباشرة برعاية الأممالمتحدة حيث أجريت أربع جولات بمنهاست بالقرب من نيويورك دون أن تحقق تقدما ملموسا، وتشير المعطيات الميدانية الى ان لائحة مجلس الامن المرتقب صدورها مع نهاية العام ستدعو الى مفاوضات سرية لإذابة الجليد بينهما وتقريب وجهات النظر قبل الدخول في مفاوضات علنية.