دعا عضوان في مجلس الشيوخ الأمريكي إدارة الرئيس باراك أوباما إلى الالتزام بتسوية النزاع في الصحراء الغربية من خلال تنظيم استفتاء يسمح للشعب الصحراوي ممارسة حقه المشروع في تقرير المصير. وقال جيف بينغاما وتوم أودال في رسالة وجهاها إلى الرئيس أوباما "أن توجيهاتكم تبقى حيوية لتسوية النزاع ووضع حد للازمة الإنسانية التي يعيشها اللاجئون الصحراويون فإننا ندعو إدارتكم وبإلحاح إلى الالتزام بتسوية هذا النزاع " . وذكر عضوا مجلس الشيوخ بأهمية تبني مجلس الأمن الدولي لموقف موحد يتم من خلاله الضغط على طرفي النزاع في الصحراء الغربية جبهة البوليزاريو والمغرب من أجل التوصل إلى حل سياسي يضمن تنظيم استفتاء تقرير المصير الذي سبق وحظي بقبول الطرفين. وأكدا في هذا الصدد أنه بعد 34 سنة من الجهود ومحاولات تسوية وضعية الصحراء الغربية لا يزال الشعب الصحراوي ينتظر لحد الآن تنظيم استفتاء تقرير المصير رغم أن ميثاق الأممالمتحدة يعترف بحق الشعوب المستعمرة في نيل حريتها واستقلالها. وتأتي دعوة عضوا مجلس الشيوخ الأمريكي بعد رسالة أولى كان قد وجهها أربعة أعضاء في نفس المجلس بداية شهر أفريل الجاري إلى الرئيس أوباما وإدارته طالبوه فيها بدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وكان النواب روسل دي فينغولد وجيمس م.إنهوف و إيدوارد م.كنيدي وباتريك ج.ليهي، أكدوا في رسالتهم أنه "في الوقت الذي تباشرون فيه عهدتكم نطلب من فخامتكم وإدارتكم العمل من أجل دعم شعب الصحراء الغربية في حقه لتقرير المصير من خلال تنظيم استفتاء حر وعادل وشفاف" . وأكدوا أنه من مصلحة الولاياتالمتحدة تسوية هذه المسألة بإنصاف، طبقا للمبادئ الدولية المعترف بها وبطريقة تسمح للشعب الصحراوي باختيار مستقبله السياسي والاقتصادي بكل حرية وديمقراطية. وذكروا في هذا الصدد أن منظمة الأممالمتحدة صادقت على عشرات اللوائح التي تنص على حق الصحراويين في تقرير المصير، علاوة على نشر بعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية "المينورسو" للسماح للشعب الصحراوي الاختيار بين الاستقلال أو الاندماج في المغرب. وكان النواب قد أعربوا في رسالتهم عن استيائهم لمواصلة المغرب على عرقلة تنظيم هذا الاستفتاء من خلال اقتراحه مخطط الحكم الذاتي كبديل عن الاستفتاء في تنكر واضح لحق الشعب الصحراوي في اختيار مصيره. وكان هؤلاء النواب اعتبروا أن الولاياتالمتحدة وهي تحت رئاسة اوباما تتوفر على فرصة جديدة للمساعدة على الخروج من الطريق المسدود الذي آل إليه هذا النزاع الذي دخل عقده الرابع. وتعد الصحراء الغربية آخر مستعمرات القارة الإفريقية، حيث تعتبرها منظمة الأممالمتحدة منذ 1966 أرضا غير مستقلة. وكان المغرب وجبهة البوليزاريو باشرا منذ شهر جوان 2007 مفاوضات مباشرة برعاية الأممالمتحدة أجريت أربع جولات منها بمنتجع منهاست بالقرب من نيويورك دون أن تحرز أي تقدم يذكر، بسبب تمسك الطرف المغربي بمواقفه المتصلبة في فرض مخطط الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع، وهو الامر الذي ترفضه جبهة البوليزاريو رفضا قاطعا وتتمسك بحق شعب الصحراء الغربية في تقرير مصيره وفقا للشرعية الدولية.