شكل الحديث عن صفقة الأسلحة الإسرائيلية التي من المرتقب أن تقتنيها الرباط من تل أبيب هاجسا للصحافة المغربية التي بدأت منذ أمس في محاولة تبرير امتلاك المغرب لأسلحة هجومية حتى وإن كانت إسرائيلية، رغم رفض الشعب المغربي لمختلف أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، خاصة في المجالات العسكرية، تجلى ذلك من خلال المظاهرات الضخمة التي هزت كبريات شوارع الرباط خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، وقابله النظام المغربي بالتغيب عن المشاركة في قمة الدوحة لامتصاص غضب الشارع المغربي من سياسات التطبيع. وقد تداولت مصادر إعلامية قبل أيام ما كشفه موقع "دبكا" العسكري الإسرائيلي عن بعض جزئيات صفقات أسلحة أبرمت بين المغرب وشركات إسرائيلية، واستعرضت نشرة الموقع عددا من الأسلحة الهجومية التي سلمت للجيش المغربي، على حد زعم الموقع العسكري العبري. وتزامنت هذه المعلومات في الوقت الذي تحدثت فيه تقارير عسكرية أمريكية أخرى عما أسمته "المغرب يشعل معركة سباق تسلح في الشمال الإفريقي"، مشيرة إلى أن المغرب رصد لعام 2009 ما قيمته مليار أورو لاقتناء الأسلحة المتطورة. وأشارت نفس التقارير إلى أن واشنطن وبضغوط مباشرة من تل أبيب بدأت في تسليم الشحنات الأولى من المقاتلة إف 16 للمغرب، كما أن عددا من المقاتلات المتطورة دخلت بالفعل الخدمة في الجيش المغربي منذ أيام، لكن التقارير ذاتها لم تحدد عدد المقاتلات الأمريكية التي تسلمها المغرب، في حين أوضحت أن الأمر يتعلق ب 24 مقاتلة من نفس النوع، وعدد من المقاتلات من أنواع أخرى. وكشفت التقارير عن الدور القوي الذي لعبته إسرائيل من أجل إنجاح صفقة تسليم الولاياتالمتحدةالأمريكية لطائرات إف 16 للمغرب، ومن قبل فتح مجال التعاون العسكري بين واشنطنوالرباط، مشيرة إلى أن الأخيرة غيرت وجهتها بنصائح ودعم "إسرائيلي" بعد فشل المفاوضات المغربية مع باريس لاقتناء مقاتلات فرنسية من طراز "رافال". ووفق موقع "دبكا" الإسرائيلي، فإن المقاتلات التي تسلمها المغرب متعددة الوظائف الهجومية ومزودة بأنظمة قتالية متطورة. وإضافة إلى سلاح الجو، فإن الجيش المغربي يبذل جهودا حثيثة لتسليح ذراعه العسكري البحري، إذ كشفت دورية "دبكا" الإخبارية الشهرية عن صفقة كبيرة سيحصل المغرب بموجبها على 3 طرادات حربية من فئة "سيغما"، سعة 1600 طن، من شركة "شيلدي" الهولندية المتخصصة في صناعة السفن، التي يملكها إسرائيلي، والتي تعد من أهم الشركات العالمية في مجال تصنيع وتطوير القطع البحرية الإسرائيلية، وأن الشركة وافقت على إبرام تلك الصفقة لصالح البحرية الملكية المغربية بعد طلب رسمي من المغرب بحجة حماية مياهه الإقليمية من التهديدات الخارجية. يأتي هذا في الوقت الذي تسلم فيه المغرب أول فرقاطة فرنسية من طراز "فريم" متعددة المهام. وقد شكل الحديث عن الصفقة الاسرائيلوا مغربية ردة فعل مباشرة لوسائل الاعلام في المملكة التي تكون قد تلقت "أوامر ملكية "للدفاع عن الصفقة وتحويل الانظار وتوجيه التهم للجار الجزائري وتحميله منطق التسلح في المنطقة وهي سياسة دأب عليها "المخزن" الذي يجعل من الجزائر في كل سياسة توسعية يخطوها مشجبا ليعلق عليه أطماعه تارة باسم الخطر الخارجي الذي يهدد المملكة وتارة أخرى باسم حماية "أراضيه"وهي سياسة كلفت السلام في المنطقة والصحراويين أصحاب الارض غاليا.