قرر المغرب اقتناء طائرات عسكرية من صنع اسباني، توظف في مجال الشحن العسكري والمراقبة ومهام قتالية، وتدخل الصفقة المرتقبة بين مدريدوالرباط في إطار هستيريا التسلح التي أصابت المملكة في الآونة الأخيرة على خلفية سعي الجزائر إلى تحديث قواتها المسلحة. كشف موقع "دفنسيا" الاسباني على شبكة الإنترنيت عن صفقة هامة من الأسلحة يرتقب أن توقع بين المغرب ومدريد مستقبلا، ويتعلق الأمر حسب نفس المصدر بأربعة بطائرات من طراز "سي 27 خي سبارتان" بقيمة إجمالية تصل إلى حوالي 130 مليون أورو، أي حوالي32 مليون أورو للطائرة الواحدة. وتعتبر 'سبارتان' من الطائرات الأكثر تطورا في مجال النقل العسكري والمراقبة واقتنت منها الولاياتالمتحدة عددا كبير خلال السنوات الأخيرة لا سيما وأنها طائرة قابلة للاستعمال الحربي كذلك، كما اقتنت إيطاليا واليونان ودول أخرى هذه الطائرة. و المعروف أن اسبانيا تفضل عدم الإفصاح عن مبيعاتها من الأسلحة وخاصة للدول العربية وبالأساس المغرب لأن الرأي العام الإسباني يعتبر بيع المغرب أسلحة بمثابة دعم واضح لموقفه في نزاع الصحراء الغربية، ويعتبر الشعب الاسباني أكثر الشعوب الأوربية حساسية باتجاه تسليح المغرب، بالنظر إلى الطبيعية التوسعية للنظام المغربي ومواصلة احتلاله للصحراء الغربية، علما أن جبهة البوليساريو كانت قد قامت بعدة حمالات ضد حصول الرباط على صفقات أسلحة من العديد من الدول الغربية خصوصا فرنساوالولاياتالمتحدةالأمريكية. ويبدو أن الصفقة التي تستعد اسبانيا لإبرامها مع المغرب في مجال العتاد العسكري غير مسبوقة وتأتي بالتوازي مع التقارب الحاصل بين البلدين منذ وصول اليسار إلى السلطة في اسبانيا، ويذكر أن مشتريات المغرب من الأسلحة الإسبانية لا تتعدى بعض طائرات الشحن وعربات النقل العسكري، إذ ترفض اسبانيا تزويده بأسلحة متطورة مثل الفرقاطات البحرية بسبب النزاع القائم بين البلدين حول مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، ذلك أن مدريد تعتبر المغرب العدو المفترض مستقبلا، ولهذا تلجأ الرباط في اقتناء الفرقاطات وسفن حربية إلى فرنسا. وقال موقع 'دفنسيا' أن المغرب سيوظف الطائرات الجديدة التي سيتسلمها ابتداء من سنة 2009، في النقل الجوي وعمليات الإغاثة الحربية وكذلك مراقبة الأجواء والحدود المغربية مع دول الجوار وخاصة الجزائر، وتدخل هذه الصفقة ضمن الهستيريا التي أصابت الرباط على خلفية المشتريات الأخيرة للجزائر من السلاح الروسي المتطور، فالمغرب يسعى عبر الصفقة الجديدة مع اسبانيا إلى تطوير سلاحه الجوي، فالصفقة تعتبر الثالثة من نوعها الأكثر أهمية لسلاح الجو المغربي بعد التعاقد مع الولاياتالمتحدة لشراء 24 طائرة من نوع 'أف 16'، وهي مقاتلة جد متطورة، وتحديث 27 طائرة من نوع 'ميراج أف 1' الفرنسية الصنع للرفع من قدرتها القتالية من حيث حمل صواريخ ورادار متطور، تضاف إلى ذلك صفقات أخرى ابرمها المغرب مع ايطاليا لاقتناء طائرات موجه للشحن العسكري وصفقة ابرمها مع إسرائيل لاقتناء أسلحة ومعدات عسكرية. وينظر المغرب بعين الريبة إلى تسلح الجزائر وسعيها المتواصل إلى تحديث قواتها المسلحة خاصة بعد الصفقات التي أبرمتها مع موسكو لاقتناء أسلحة وعتاد عسكري جد متطور، ويحاول النظام المغربي تبرير لجوئه إلى التسلح رغم محدودية مداخيله مقارنة بالجزائر اختلاق خطر دائم بإيهام الشعب المغربي بأن الجزائر قد تهاجم يوما ما المملكة.