قضت محكمة بريطانية، أمس الأول، بالسجن المؤبد في حق العراقي "المزيف" محمد علي الذي قام العام الماضي بقتل الشقيقتين الجزائريتين ياسمين وصابرينة العربي شريف في شقتيهما الواقعة في وسط مدينة بيرمينغهام الإنجليزية. وجاء في الحكم الذي صدر صبيحة الخميس الفارط وفي غياب المتهم أن الأخير لا يمكنه التقدم بطلب تخفيف الحكم القضائي إلا بعد قضائه 34 سنة في السجن على الأقل؛ أي بعد أن يكون قد بلغ ال 63 سنة من العمر. وقال قاضي المحكمة العليا في لندن مواجها كلامه للمجرم "الغائب": "لقد ارتكبت جريمة بربرية شنيعة ووضعت بفعلتك حدا لحياة فتاتين في مقتبل العمر حيث حولت مسكنهما إلى مشرحة حقيقية، ومع ذلك لم تبد طوال فترة المحاكمة أية علامات للندم أو الأسف." وتبين من تحريات أجهزة الأمن البريطانية أن المجرم من أصل مغربي حيث ادعى عام 2004 بأنه عراقي بهدف الحصول على اللجوء السياسي أو الإنساني في بريطانيا. ومعلوم أن الفارين من الحروب لديهم فرص أكبر للاستفادة من حق اللجوء الذي تضمنه القوانين الأممية. وسبق لهيئة المحلفين في محكمة بيرمينغهام الشهر الفارط الاستماع لشهادات مريعة عن شناعة الجريمة الذي ارتكبها المجرم البالغ من العمر 29 سنة والذي انتقل للعيش في بريطانيا قبل عشر سنوات. وجاء في شهادات الادعاء العام أن القاتل اضطر إلى استعمال ثلاثة سكاكين لتنفيذ جريمته، وكان في كل مرة يذهب إلى المطبخ ليغيرها بفعل تكسرها في جسدي الضحيتين حتى غرق المكان في برك من الدماء. فالأخت الصغرى، ياسمين 19 سنة، تلقت 35 طعنة في أنحاء متفرقة من جسدها إضافة إلى تعرضها لإصابات خطيرة على مستوى الرأس، وقال المحققون إنه ما بقي في جسمها قطرة دم. أما صابرينة، 22 سنة، فتعرضت هي الأخرى لإصابات في الرأس وثلاث طعنات مميتة، ومما فعله المجرم أن قام بسحب الضحيتين من قاعة الجلوس إلى إحدى غرف النوم. وذكر الإدعاء أن إحدى الشقيقتين كانت قد تعرضت بداية عام 2008 لمضايقات جنسية وتم إبلاغ الشرطة التي ألقت القبض على المتهم قبل أن تخلي سبيله نظرا لقيام ياسمين بسحب دعوتها ضده. وتبين من أطوار المحاكمة أن الأخيرة (ياسمين) كانت على علاقة مشبوهة مع علي منذ عام 2006 وانتهت علاقتهما بعملتي إجهاض متتاليتين. وكانت صابرينة قد انتقلت قبل أسابيع عن الحادثة للعيش مع شقيقتها الكبرى بمدينة بيرمينغهام للالتحاق بجامعة المدينة في فرع اللغة الفرنسية، أما ياسمين فكانت تعمل مترجمة وتقيم في شقة فاخرة وسط بيرمينغهام، ثاني أكبر مدينة في بريطانيا بعد لندن. وتقيم عائلة الضحيتين بضاحية ويمبلي الشهيرة في لندن منذ أزيد من عشر سنوات. جدير بالذكر أن الشرطة البريطانية نجحت في القبض على المجرم يومين بعد الحادثة وكان يهم بركوب باخرة كانت مغادرة لإنجلترا عن طريق مرفأ دوفر باتجاه فرنسا. مراسلنا في لندن سامي براهيمي