ذكرت وكالات أنباء مصرية، أن وزير خارجية الجزائر مراد مدلسي أبلغ نظيره المصري أحمد أبو الغيط، بأن محمد بجاوي المرشح من قبل دولة (كمبوديا) لمنصب مدير عام منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) قد سحب ترشيحه. وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بأن أبو الغيط وجه الشكر لنظيره الجزائري، معتبرا أن هذه اللفتة الكريمة من جانب بجاوي من شأنها أن تحشد الدعم لمرشح عربي واحد هو الوزير فاروق حسني. ومن جهة أخرى، قال المتحدث الرسمي إن لجنة الترشيحات الأفريقية المنعقدة في مدينة سرت بليبيا أقرت ترشيح الوزير فاروق حسني لمنصب مدير عام اليونسكو باعتباره المرشح الأفريقي للمنصب، مشيرا إلى أن تلك التطورات تجدد الزخم الذي يتمتع به المرشح المصري للفوز بالمنصب. وتعرض بجاوي، قبل أيام إلى هجوم عنيف من قبل الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم، حيث وصف وزير الخارجية الجزائري السابق محمد بجاوي ب''غير منضبط '' بعد إصراره على الترشح لمنصب رئاسة منظمة اليونيسكو بدعم من دولة كمبوديا. و قال بلخادم إن وزير الخارجية الذي عمل إلى جانبه في الحكومة بين 2005 و2007 '' شخص لم يحترم موقف بلاده الجزائر، التي أعلنت دعمها لوزير الثقافة المصري فاروق حسني في السباق على منصب مدير عام اليونيسكو خلفا للياباني كويشيرو ماتسورا '' في أكتوبر المقبل. وأضاف بلخادم أنه يعرف معطيات واسعة بخصوص الموضوع لكنه لا يرغب في الكشف عنها. معتبرا أن ''بجاوي مرشح كمبوديا التي أعلنت دعمها له وليس مرشح الجزائر''. وكانت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، أعلنت اسم وزير الخارجية السابق، محمد بجاوي، كمترشح رسمي لسباق منصب المدير العام للمنظمة، وهو ثاني شخصية عربية تدخل السباق إلى جانب وزير الثقافة المصري فاروق حسني الذي أعلنت الجزائر منح صوتها له، ورغم ذلك فقد أصر وزير خارجية الجزائر السابق محمد بجاوي، في تصريحات قبل أيام على انه متمسك بترشحه لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، وأنه لم يتعرض لأي ضغوط من أجل سحب ترشحه، مشددا على أن أحد الشروط الأساسية فيما يتعلق بمنصب اليونسكو هو تعدد المرشحين لتولي هذا المنصب. وأضاف بجاوي في اتصال مع 'القدس العربي' من مقر إقامته بباريس، أنه لا يزال مرشحا لتولي منصب مدير عام منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، وأنه لا يزال يحظى بدعم من مملكة كمبوديا عكس ما روج له بشأن سحب دعمها له. وأشار إلى أن تمسكه بالترشح لهذا المنصب لا يجب أن يغضب لا الرئيس المصري حسني مبارك ولا غيره، لأنه 'لا يحق لأي كان أن يطعن في حق أي شخص في الترشح، ما دام قد حظي بدعم من إحدى الدول الأعضاء في المنظمة'. واعتبر أن أحد الشروط الأساسية التي وضعتها ال191 دولة الأعضاء في منظمة اليونسكو هو تعدد المرشحين لتولي منصب مدير هذه المنظمة الأممية. وعلق وزير خارجية الجزائر السابق قائلا: 'ما داموا متأكدين من أن المرشح المصري لهذا المنصب فاروق حسني هو الأفضل، فلماذا إذن يخشون ترشحي إلى جانبه؟ ولماذا كل هذا الجدل؟'. أما فيما يتعلق بالموقف الرسمي الجزائري، فقال بجاوي بأنه طلب التزكية من القيادة السياسية للترشح إلى هذا المنصب، ولكن هذه الأخيرة كانت قد وعدت بدعم فاروق حسني، مشيرا إلى أنه وجد بعد ذلك في مملكة كمبوديا التي تربطها مع الجزائر علاقات تاريخية داعما لترشيحه. ونفى بجاوي ما يتردد بشأن توتر العلاقة بينه وبين القيادة السياسية الجزائرية، مشددا على أن علاقاته كانت ولا تزال ممتازة، وأنها لم تتأثر أبدا بمسألة الترشح لتولي منصب مدير اليونسكو .