محمد بجاوي أعلنت الثلاثاء وزارة الخارجية المصرية أن وزير الخارجية الجزائرية مراد مدلسي أبلغ نظيره المصري أحمد أبوالغيط بأن محمد بجاوي الذي ترشح لمنصب مدير عام اليونسكو باسم كمبوديا قد سحب ترشيحه ليبقى وزير الثقافة المصري فاروق حسني المرشح العربي الوحيد للمنصب. * * وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بأن أحمد أبو الغيط "وجه شكره لنظيره الجزائري مراد مدلسي" مضيفا أن خطوة "بجاوي من شأنها أن تبقي الوزير فاروق حسني المرشح العربي الوحيد في هذا السباق". * وكانت منظمة اليونسكو قد أعلنت نهاية شهر ماي عن قائمة من تسع شخصيات تتنافس لخلافة الياباني كوشيرو ماتسورا في انتخابات تجرى شهر نوفمبر القادم، من بينهم وزير الخارجية السابق محمد بجاوي الذي يعد المرشح العربي الثاني للمنصب باسم مملكة كمبوديا بعد أن قررت الجزائر دعم ترشح وزير الثقافة المصري فاروق حسني للمنصب. * وشكّل دخول محمد بجاوي لهذه المنافسة ضربة موجعة لحظوظ الوزير المصري في الظفر بمنصب مدير عام اليونسكو باعتباره شخصية عربية ذات سمعة دولية كبيرة فيما وضعت هذا الموقف الحكومة الجزائرية في حرج حيث صرح عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية مؤخرا بأنه كان يفترض من بجاوي أن"يطلب من بلده أن يرشحه لمنصب مدير عام يونسكو، فعلى الإنسان أن يكون منضبطا تجاه بلده" ورفض بلخادم إعطاء تفاصيل أكثر عن هذه القضية وقال"إنني أعلم أشياء كثيرة حول هذه المسألة، لكنني لن أكشف عنها لوسائل الإعلام". * وذكرت مصادر إعلامية مصرية أن الزيارة الأخيرة المفاجئة للرئيس بوتفليقة إلى مصر إلى جانب العقيد معمر القذافي كان من أهم محاورها "ملف دعم ترشح الوزير المصري لمنصب مدير عام اليونسكو" وكذا قضية ترشح محمد بجاوي التي أثرت على الجهود المصرية في حشد الدعم الدولي والعربي بصفة خاصة لفاروق حسني. * وبقيت خلفيات ترشح الرئيس السابق لمحكمة العدل الدولية لخلافة كوشيرو ماتسورا على رأس اليونسكو مجهولة إلى حد الآن كما أنه رفض الإدلاء بأي تصريح إعلامي عن دوافع رفضه لقرار الحكومة الجزائرية بدعم ترشح وزير الثقافة المصري للمنصب. * ونقلت وسائل إعلام كمبودية عن الناطق باسم وزارة خارجية المملكة مؤخرا أن "كمبوديا سحبت دعمها لمحمد بجاوي منذ أشهر ونحن نفكر حاليا في دعم مرشح آخر"، وهي تصريحات جاءت عشية صدور بيان من منظمة اليونسكو (يوم 9 جوان 2009) يعلن اعتماد اسم بجاوي ضمن قائمة المتسابقين التسعة لمنصب المدير العام باسم المملكة، حيث ظل الغموض يكتنف هذه القضية إلى اليوم. * ويشار إلى أن محمد بجاوي (80 سنة) غادر الحكومة خلال التعديل الحكومي لعام 2007 بعد أن كان يشغل منصب وزير الشؤون الخارجية لمدة عامين كاملين، حيث تسرّبت آنذاك معلومات مفادها أن الرجل طلب من الرئيس بوتفليقة إعفاءه من مهامه في الحكومة للتفرغ للسباق لمنصب مدير عام اليونسكو.