شهدت قريتا اث سعادة واث خرشة التابعتين لبلدية ذراع بن خدة بتيزي وزو وفي 1959، إحدى الجرائم الشنعاء التي تفنن المعمر في تجسيدها. ورغم مرور سنوات طويلة على اليوم المشؤوم إلا أن سكان تيزي وزو لا يزالون يروون وبأدق التفاصيل ما حدث في القريتين، وجريمة تعويض الحجارة بأجساد المجاهدين لملء الحفر. ومن اجل التعرف أكثر على الواقعة ونقلها بأدق التفاصيل انتقلت "المستقبل" الحارسة على نقل الحقائق من مصدرها إلى قرية ايت سعادة واقتربت من شاهد الجريمة المجاهد اوشيش بوسعد الذي لا زال يحدث الأجيال والأطفال عن ما فعلته فرنسا. والذي كان سعيدا لسرد الوقائع ل "المستقبل" وتلقينها للأجيال كي لا تنسى وتبقى كما كان يقول وفية لتضحيات الأجيال. وتعود الواقعة حسب المجاهد إلى ماي 1959 حيث استيقظ المعمر على طريقين مقطوعين بقريتي اث سعادة واث خرشة التابعتين لذراع بن خدة، حيث تعمد المجاهديون فعل ذلك لمنع تنقل القوات الفرنسية الاستعمارية أو على الأقل تأخير مرورهم بعتادهم الثقيل، ما أثار غضب المعمرين الذين اتجهوا لسجن المنطقة وأخرجوا العديد من المجاهدين من السجن من بينهم قواوي رابح، وردية بوزوان ولما بلغ عددهم 6 قاموا بإحضار سكان القرى المجاورة من الأطفال والنساء ليكونوا للمجاهدون عبرة كما كان يقول المعمر. وبعد ان تأكد المعمرون من أن جميع سكان القرى حاضرين، قاموا -يضيف المجاهد- بفك قيدهم لرميهم وحاول مجاهدان اثنان الهرب وسقطا في حفرة عميقة ثم أطلقت النار عليهم. وواصلت فرنسا جريمتها برمي المجاهديين الباقيين في حفرة يبالغ طولها 3 أمتار، ثم أطلقت النار دون ان تقتلهم جميعا ثم أمرت النساء برمي الحجارة عليهم، ورضخت النساء لكنهن كن يضعن الحجارة بهدوء لتخفيف العذاب، لكن لما اكتشف المعمرون ذلك قاموا بإرغامهن على السرعة ورمي الحجارة بقوة وقد سمع سكان القرية -كما أكده المجاهد- صراخ المجاهدة وردية. وبعد أن تم ملء الحفرة مر المستعمر بعتاده الثقيل على الطريق. لينتقل فيما بعد لقرية ايت خرشة اين كرر الجريمة وقام بإحضار مجاهدين آخرين وقام برميهم في الحفرة ثم واصلت النساء ملأها بالحجارة. وقد كان المعمر وحتى المواطنين يستخدمون الطريق ويمرون على أجساد الشهداء. وبعد الاستقلال قام سكان ايت خرشة بإنجاز طريق آخر وتفادوا المرور على أجساد الشهداء، ليقوم سكان ايت سعادة مؤخرا بإنجاز بدورهم طريقا آخر لتفادي المرور على أرواح الشهداء. وعلمنا من سكان القرية وبعد خروجنا من منزل اوشيش بوسعد أن الطريق تم انجازها في عهد رئاسة ابنه للبلدية. وقد تم تحويل المنطقة التي دفن فيها المجاهدون إلى مقامات، وسيقوم اليوم سكان قرى ثادمايت بقراءة الفاتحة على أرواحهم تخليدا لذكراهم. وسيقوم اليوم و دائما ببلدية ثادمايت اعضاء جمعية ايت معمر على نصب تذكار لإحياء ذكرى 14 شهيدا الذين فقدتهم المنطقة.