بمناسبة الاحتفال بذكرى عيد الاستقلال، أبت ''المساء'' إلا أن تحط رحالها بقرية صغيرة في عمق منطقة القبائل لتنقل ما عاشه سكانها على يد المستعمر الذي دفن أبناءها وهم أحياء ويتعلق الامر بقرية اث خرشة التابعة لبلدية ذراع بن خدة التي تبعد بحوالي 6 كلم عن ولاية تيزي وزو لا يزال سكان القرية يتذكرون ذلك اليوم المشؤوم المحفور في الأذهان، فعلى الرغم من مرور العقود إلا أن عام 1959 لا يزال يتذكره السكان عند مرورهم عبر طريق القرية الذي شهد أبشع الجرائم التي اقترفت في حق الإنسانية، حيث قامت السلطات الاستعمارية بحفر حفرة في وسط الطريق لتدفن فيها أبناء اث خرشة الأبرياء. ويروي المجاهد اوشيش بوسعد الذي عاش تلك الجرائم والذي لا يزال ينقلها للأجيال الصاعدة، تلك الجرائم التي تسببت في إعاقة رجال ونساء وأطفال، أرامل، ويتامى، ويقول: ''في ذلك اليوم الأسود الذي أتذكره وكأنه أمس أعلن سكان القرية الجهاد بكل الطرق والسبل لاستعادة الكرامة والحرية المسلوبة، حيث أقدموا على غلق الطريق الذي يبعد عن مدخل القرية بحوالي 1 كلم، بحفر حفرة كبيرة لعرقلة مرور الجيش الفرنسي، الأمر الذي أثار حفيظة المستعمر وأعطى أوامره لإخراج المجاهدين من أبناء القرية المحبوسين في السجن بالمنطقة ورميهم بداخلها على مرأى سكان القرى المجاورة لتخويفهم والضغط عليهم وان يكون ذلك عبرة لمن يحاول الوقوف أمامها. وبعد أن قامت فرنسا بفك قيود وأغلال المجاهدين أخذت ترمي بهم الواحد تلو الآخر في الحفرة التي يبلغ عمقها 3 أمتار''. وأضاف المتحدث أن مجاهدين اثنين من المجموعة حاولا الهروب، غير أنهما سقطا في حفرة عميقة وأطلق النار عليهما، بعدها أجبرت النساء تحت طائلة التهديد بقذفهم بالحجارة إلى أن امتلأت الحفرة. وأكد المجاهد أن سكان القرية لا يزالون يتذكرون صراخ المجاهدة وردية بوزوان، بسبب الضربات التي كانت تتلقاها من عملية رمي الحجارة، حيث أشار أن النساء كن يرمين الحجارة في وجهات مختلفة وبحذر لمنع إصابة أحد من المجاهدين ولما تفطنت فرنسا للأمر أمرت برميهن داخل الحفرة ايضا غير أن ذلك لم يشف غليل فرنسا لتقوم بتمرير عربات النقل الثقيلة، فوق الحفرة. وحسب المتحدث فإن الطريق أصبح ممر السكان والجيش الفرنسي منذ ذلك الحين وحتى بعد الاستقلال، لتقرر لجنة القرية وتخليدا لأرواح الشهداء الذين ضحوا في سبيل تحرير الوطن تحويل الطريق لتفادي المشي فوق رفات المجاهدين، كما تم انجاز نصب الشهيد بالمكان الذي يضم أسماء الشهداء الذين سقطوا من أجل أن يرفرف العلم الوطني في سماء الجزائر المستقلة.