ستحرم بلدية اث يني، حسب مسؤوليها، هذه السنة من عيد الفضة بسبب نقص الميزانية وعدة عراقيل في التنظيم. لكن ذلك لم يقلل من عزيمة الحرفيين الذين قرروا استدراك الوضعية بطريقتهم الخاصة، فعقدوا اجتماعا قرروا خلاله تنظيم صالون الحلي التقليدية، بمدينة اث يني، عوضا عن العيد لفتح فرص البيع من جهة والتعريف أكثر بالحرفة التي تحافظ عليها المنطقة منذ سنوات طويلة. ولكن، وكما لاحظتاه خلال زيارتنا للمعرض الذي احتضنته اكمالية العربي مزيان بمدينة اث يني، فإن الإقبال لم يكن كما عهدناه في الاحتفالات الأخرى، وأعاد بعض الحرفيين الذين تحدثنا معهم ذلك لعدم إعلام المواطنين بالحدث مسبقا عبر وسائل الإعلام، إذ وكما أكده الحرفيون للمستقبل، فقد اتخذ القرار بسرعة وانهمك الحرفيون في التنظيم ولم يتح لهم الوقت لنشر الخبر عبر وسائل الإعلام. وقد قرر العارضون التخلي عن مساندة البلدية ماديا أو أي جهة أخرى في الصالون ونظموه بوسائلهم الخاصة، وتم تحديد سعر تذكرة الدخول ب 10 دج، بينما كان مجانا خلال السنوات الفارطة. ويطمح الحرفيون أن يشهد المعرض إقبال العديد من الزوار اليوم وغدا إذ تعودوا خلال المعارض السابقة أن يتضاعف الزوار في نهاية الأسبوع وتعويض الفراغ الذي شهده الصالون الذي انطلق منذ بداية الأسبوع الحالي وسيختتم غدا. وإن لم يلق الصالون الإقبال الذي كان يأمله الحرفيون إلا أنهم اعتبروا ذلك خطوة مهمة، إذ كان دليل تلاحمهم الكبير و أكدوا انه بفضل اتحادهم يمكن تجاوز العراقيل. ويسعى الحرفيون بالمنطقة الى تجاوز معا صعوبات حرفة الصياغة والحفاظ على المهنة التي بدأت تتلاشي في السنوات الأخيرة بتناقص عدد الحرفيين من جهة وتحول البعض الآخر إلى التجارة، كما يواجه الصائغون نقص المادة الأولية وغيابها عن السوق، ما جعلهم يلجأون إلى اسوق السوداء، حيث يتعمد التجار لغياب المنافس والمراقبة إلى رفع الأسعار من 3 ملايين إلى 5 ملايين للمادة الأولية، بينما وصل كيلوغرام من المرجان إلى 20 مليون سنتيم، بحجة أن الصيادين يغامرون خلال اصطياده ونقله، هروبا من المسؤولين. وما يزيد الطين بلة هو أن المادة الاولية تغيب في الأسواق في الشتاء وهي الفترة الملائمة للصنع. فالصائغون يشرعون في صنع المجوهرات ابتداء من شهر سبتمبر ، ويقضون 11 شهرا كاملة للتصنيع ليعرضوا منتوجهم خلال فصل الصيف. وتعتبر المعارض والصالونات أهم أسواق الحرفيين، ومع إلغاء هذه السنة لعيد المجوهرات لجأ الحرفيون لتنظيم الصالون لبيع منتوجاتهم آملين أن يشهد اليوم وغدا الحضور المنتظر.