أكد السيد شوشي قاسي، رئيس جمعية ترقية الحلي التقليدية التابعة لأث يني ل »المساء«، أن صناعة الحلي التقليدية تراجعت خلال السنوات الاخيرة بعدما طغى الجانب المادي على القيمة الفنية للحلي التقليدية القبائلية، حيث تحولت من فن حرفي الى تجارة لربح أموال كثيرة. وتأسف المتحدث للحالة التي آلت إليها صناعة الحلي التقليدية الأصيلة، رغم المساعي والمجهودات المبذولة من طرف الجمعية لإعادة الاعتبار لها، وقال انه منذ 15 سنة تقريبا كانت منطقة آث يني تعج بالسياح والزوار الوافدين إليها لشراء الحلي الفضية، وكانت المنطقة حينها تزخر بمنتوجات جميلة ذات أشكال هندسية مختلفة وألوان مستوحاة من الطبيعة، غير أنه وبعد تردي الأوضاع الأمنية دخلت المنطقة في عزلة أدت الى هجرها من طرف السياح وتراجع الإقبال والطلب على الحلي الفضية، وهو ما أدى الى ظهور تجار طفيليين يصنعون قطعا فضية تفتقر إلى الجانب الإبداعي والروح الفنية ويبيعونها بأثمان تفوق بكثير سعرها الحقيقي.. وأمام هذه التغيرات التي طرأت على سوق الحلي الفضية وخوفا من فقدانها لمكانتها بمرور الوقت، تم انشاء جمعية تحمل إسم »ترقية الحلي التقليدية لآث يني«، وكان ذلك سنة 1994 تسعى لحماية الحرفة من الزوال. كما تسعى وبفضل المنخرطين فيها والبالغ عددهم حاليا 100 شخص رلى ضمان مشاركتها في مختلف النشاطات التقليدية التي تنظم سواء بالولاية أو خارجها، حيث قامت بتنظيم أول صالون بقصر المعارض بالعاصمة سنة 2007، وكانت فعاليات الصالون فرصة لصانعي آث يني لعرض منتوجاتهم للبيع، كما تم تنظيم معرض مماثل بمدينة ميزرانة التابعة لتيقزيرت الساحلية، لقي اقبالا كبيرا من الزوار والوافدين. وأمام النجاح الذي عرفهه المعرض، شرعت الجمعية في التحضير لتنظيم معرض أو صالون ثالث ستحتضنه مدينة تيقزيرت قريبا. وكشف المتحدث عن أهم النشاطات التي قامت بها الجمعية ومنها تنظيمها لامتحان ضم 57 صائغا من آث يني في 2006، ومنحت المترشحين شهادات تحصلوا بفضلها على بطاقة الحرفي وسجلوا ضمن قائمة الحرفيين الشرعيين الناشطين بالولاية. وقد عمدت السلطات المعنية وعلى رأسها وزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التقليدية، الى منح مساعدات بقيمة 240 مليون سنتيم، متمثلة في عتاد وأجهزة لممارسي هذه الحرفة. وأضاف رئيس الجمعية، ان هذه الاخيرة صادفتها عراقيل ومشاكل، أهمها نقص الموارد الأولية، لاسيما مادة المرجان التي أصبح الحصول عليها صعبا. وحسب المتحدث، يقدر ثمن الكيلوغرام الواحد من المرجان، ب12 مليون سنتيم، وثمن الكيلوغرام الواحد من الفضة ب5 ملايين سنتيم.