إنطلقت نهاية الأسبوع بقرية آث هشام بضواحي آث يحيى بعين الحمام فعاليات العيد الوطني للزربية والذي يستمر إلى غاية 17 أوت الجاري. وينتظر أن يعرف مشاركة قياسية لوفود من عدة ولايات والذين تعودوا ككل سنة على المشاركة في عيد زربية آث هشام ذات الشهرة المحلية والوطنية وحتى الدولية. صونية قرس وترتبط زربية آث هشام بعادات وتقاليد وتاريخ المنطقة من خلال ما تبرزه من رسومات وأشكال يعتز بها سكان القبائل، إلى جانب الحلي الفضية لآث يني والأواني الفخارية لمعاتقة وغيرها من المعاني والأشكال المستمدة من التراث الأمازيغي العريق. وحسب إحدى الحرفيات فإن زربية آث هشام تسنج بواسطة النول التقليدي المعروف محليا بإفڤاڤن واستعمال أدوات حديدية لحشر الخيوط ومسكها ونسجها جيدا، وذلك بعد أن يتم التحضير لها بإعداد الصوف وتهيئته عبر عدة مراحل إلى أن يصبح أملسا بنقش بالقرداش ويطوى بالمغزل جيدا على فترات متتالية وسريعة جدا ليتحول في آخر المطاف إلى خيوط صالحة للنسيج. وتتميز زربية آث هشام بطابعها الخاص، حيث تتنوع ألوانه من الأخضر والأصفر والأحمر مع مزيج من الألوان الأخرى، وعادة لا تستعمل الألوان حسب المزاج أو الصدفة، بل تختار تماشيا مع الرسوم مختلفة الأشكال والتي تقدم من قبل النساء اللواتي يصنعن الزربية قصد الحفاظ على طابعها الخاص والمميز لهذا النوع من الصناعات التقليدية الموروثة أبا عن جد، ولمسايرة كل مراحل الأعمار، ويبلغ وزنها ما بين 25 و60 كلغ، ويتم عادة قياسها »بالذراع«، وتتجنب النساء استعمال أدوات القياس الحديثة. ويذكر أن العديد من الشارات المرسومة كالهلال والنجوم وأشكال متفاوتة أخرى وأحيانا متقاربة تجذب الخير لأصحابها، لأن البيت الذي لا يحتوي على زربية في نظرهم منبوذ، ولذلك فالزربية مصاحبة لأهل المنطقة في أفراحهم وأعراسهم وأحزانهم ودائمة الاستعمال للجلوس ومفروشة دائما للضيوف. ويجب التذكير أن شهرة زربية آث هشام إستطاعت أن تتجاوز الحدود الإقليمية لتمتد إلى الخارج، وهذا بعد أن اقتحمت المعارض الدولية ونالت شهرة مشرفة.