* أعلن عبد الله جاب الله، أمس، تأسيس حزب سياسي جديد يقدم اعتماده لوزارة الداخلية بعد ''استشارة أخيرة'' تنطلق شهر ديسمبر القادم، وقال جاب الله: ''لمّ الشمل مع النهضة تعثر وأنا من أغلقه بسبب تراجعهم عن اتفاق مسبق كنا اتفقنا عليه''. أفاد عبد الله جاب الله، أن قيادة حركة النهضة لم تتمكن من إتمام الاتفاق الذي جمعه بهم، وأن فشل مساعي اللحاق بحزب النهضة بسبب خلاف حول ''القانون الأساسي'' دفعت نحو الفكرة التي ستكون حسبه ضمن ''التيار الإسلامي''. وتابع أن الاتفاق مع النهضة كان من ثلاثة أقسام: ''الأول: وثيقة سياسية وفكرية، والثاني: قانون داخلي ونظام أساسي، والثالث: وثائق المؤتمر''. وتحدث أمس في ندوة صحفية في العاصمة أن ''مجلس الشورى يعلن ميلاد حزب جديد يحتاج فقط إلى تعميم الاستشارة وتحديد اسم له في ديسمبر المقبل''. ويأتي قرار جاب الله بعد أن كان ملفه سببا في تفجر خلافات داخل النهضة، حيث انقسم مجلس الشورى لحركة النهضة قبل أيام، بين أعضاء يؤيدون عودة أول رئيس للحركة، ومن يرفض الفكرة من الأساس، وخرج أعضاء قياديون في الاجتماع الذي خصص فقط للمسألة برأي ثالث يطالب بحل الحزب نهائيا ''لأنه يتخبط في أزمة سياسية يريد حلها بامتطاء ظهر جاب الله''. وفي أثناء النقاش حرر قيادي مجلس الشورى، عدة فلاحي، بيانا عكس حدة النقاشات، وأعلن موقفه من القضية قبل الفصل فيها، وقال إن ''النقاش حول عودة جاب الله يتم أصلا في جو يسوده انعدام الثقة والشك وكل طرف عاجز عن تقديم طرح بديل''، وأضاف فلاحي في بيان ''جاب الله يريد العودة كحل لمأزقه السياسي، والحزب يبحث بدوره عن حل لمأزقة من خلال عودة جاب الله''. وخلص البيان إلى اقتراح ''حل التنظيم والتحلي بالشجاعة السياسية ما دامت الحركة تحولت إلى عبء سياسي''. وأفيد من اللقاء أن أعضاء قياديين عبروا صراحة عن مخاوف من نوايا عودة جاب الله، وجرى الحديث عن رغبة منه في ''الانتقام'' من حركة الإصلاح الوطني التي خرج منها مضطرا بعد تأسيسها إثر انقسام قادته مجموعة ''الحركة التقويمية''، وزاد من قناعة أصحاب هذا الرأي بروز تصريحات من مقربين أوفياء لجاب الله استبقوا سيناريو العودة بدعوة مناضلي حركة الإصلاح في حال إتمام العودة بالشكل الذي يرغب فيه جاب الله. وتعفي خطوة جاب الله، النهضة من الحرج، فهي أكدت أن مسعى التقارب الذي باشرته قيادات حركتي النهضة وجناح جاب الله في حركة الإصلاح الوطني، من أجل لمّ شمل الحركتين، لم يصل بعد إلى نهايته، وهو بذلك ينزع عليها الحرج في رفض التقارب مخافة تفجر الحزب، وقال مجلس الشورى لحركة النهضة في بيان إن المجلس ''يمدد مهمة المكتب الوطني المتعلقة بمسعى التقارب والوحدة طبقا لقرار المجلس'' المنعقد ما يعني أن المشاورات التي باشرها المكتب الوطني للحركة لترسيم التقارب، لم تنته بعد.