قرر الشيخ عبد الله جاب الله أن يدير الظهر مؤقتا لمشروع لم شمل حركة النهضة التاريخية، مفضلا خيار التوجه نحو الإعلان عن إطار حزبي جديد وبعنوان جديد قبل نهاية السنة الجارية. فيما رفض جاب الله تقديم الكثير من التفاصيل حول قرار تجميده المؤقت لمسعى لم شمل النهضة التاريخية بعدما وصفه بالمتعثر، فضل زعيم الإصلاح السابق عدم تحميل مسؤولية التعثر لجهة بعينها، مكتفيا بالكشف أن تراجعا في النهضة قد حصل في القانون الأساسي المتفق عليه بين أعضاء اللجنة المشتركة المشكلة لمتابعة ملف لم الشمل. مؤكدا بهذا الصدد أن قيادة النهضة تمسكت بالقانون الأساسي للحزب بعد الاتفاق على قانون أساسي جديد ووثيقة سياسية وفكرية جديدة، إضافة إلى تدابير تتعلق بالإجراءات التنظيمية. وعلى خلاف الجانبين الفكري والتنظيمي اللذين لم يقف عندهما إلا بمناسبة الحديث عن جملة الوثائق التي راجعتها اللجنة المشتركة، فإن الشيخ جاب الله الذي شدد على الصحفيين أن ينعتوه ب ''الرئيس الشرعي'' لحركة الإصلاح الوطني، وقف كثيرا عند مسألة القانون الأساسي الذي تم التراجع عنه رغم تكتمه الشديد عن الأسباب الجوهرية التي حملته على اتخاذ قرار تجميد مسعى لم الشمل مؤقتا، محملا مسؤولية ذلك لحركة النهضة كما سبقت الإشارة إليه. في السياق ذاته، شدد جاب الله على التأكيد أن مسألة موقعه من حركة النهضة لم تكن مطروحة كما جرى تسريب ذلك إعلاميا، وقال ''لقد أشعرت الطرفين بعدم اهتمامي بقيادة الحزب بعد المؤتمر''، مضيفا ''كما اقترحت أن يفتح باب الترشيحات لرئاسة الحزب الجديد على مصراعيه''. وفيما رفض جاب الله تحديد المسؤوليات بدقة في قضية التعثر، أكد أن الذين كانوا يروجون لرغبته في الاستئثار بقيادة الحزب لم يصدقوا وقوع سيناريو لم شمل يحضره جاب الله ولا يكون فيه زعيما، في إشارة إلى أن هؤلاء كانوا متوجسين من غلبة قرار القواعد في المؤتمر الذي حددت النهضة -حسب جاب الله- تاريخه كما أنهم كانوا يرفضون أساسا فكرة لم الشمل. وكشف المتحدث خلال الندوة الصحفية التي عقدها صبيحة أمس بالمقر السابق لحركة الإصلاح، عن اقترح كان قد تقدم به لأطراف لم الشمل يقضي بالإبقاء على التسمية القديمة إلى غاية المؤتمر، في اشارة إلى الحسم في قضية التسمية الجديدة التي كان يفترض الذهاب إليها عند انعقاد هذا الأخير، قبل أن يستطرد جاب الله مؤكدا أن مسعى لم الشمل إذا ما عاد إلى الانبعاث مستقبلا، فإنه يشترط أن يكون تحت تسمية جديدة وهذا خلافا لما كان عليه موقفه من قبل، حيث لم يكن من المتحمسين كثيرا لتغيير اسم النهضة. وبشأن الحزب الجديد الذي يعتزم جاب الله تشكيله، قال إن مجلس الشورى قرر إشراك القواعد في الولايات حول مسألتين، تتعلق الأولى باسم الإطار والثانية بطبيعة الإطار التي يتجاذبها خياران، حصرهما المتحدث في الاكتفاء بحزب مغلق على التيار الاسلامي او الانفتاح على غير الاسلاميين. وفي هذا السياق، أورد أن بعض القوميين اتصلوا به مؤخرا حول فكرة تأسيس حزب جديد. وفي هذا السياق، كشف جاب الله بصيغة ''التهوين'' أنه التقى ''عرضا'' ببعض إطارات حركة الدعوة والتغيير المنشقة عن حمس، كاشفا أن لقاءه بهم لم يرق إلى مستوى اللقاءات السياسية. وحسبه، فإن ما حدث بين الطرفين لم يكن أكثر من ''مجاملات '' قبل أن يسرع جاب الله الى صرف النظر عن السؤال الذي وُجّه له حول التغيير.