من المنتظر أن يجتمع اليوم، مجلس شورى الموالين لجناح الشيخ عبد الله جاب الله، بغرض بحث خياراته الأخرى بعد فشل مساعي لم الشمل للعودة إلى النهضة التاريخية. كما سيتناول جدول أعمال الدورة استعراض الاستشارات التي بدأها المجلس منذ شهرين تقريبا حول واقع وآفاق التحركات المستقبلية لهذا الجناح، واتخاذ القرارات المناسبة بشأن هذه الاستشارات. ويرى متتبعون للشأن السياسي، أن خطوة جاب الله هذه جاءت للبحث في الخيارات المطروحة على الساحة السياسية، والتي ستشكل بديلا جديدا يعوض ما فقد بعد مساعي لم الشمل لعودته إلى النهضة، وربما المضي قدما نحو تأسيس حزب سياسي كخطوة لتجميع إطارات الإصلاح السابقين وكذا شتات الإسلاميين الذين خرجوا من تحت عباءات أزمة الأحزاب الإسلامية الثلاثة الناشطة في الساحة. في سياق متصل، قال الشيخ جاب الله، إن قيادة حركة النهضة، التي غادرها في أواخر ,1998 جعلت عودته إلى الحركة أكثر صعوبة، بسبب تحفظات وشروط طرحتها القيادة الحالية عليه، منها الخلافات التي طفت إلى السطح بين جماعته وجماعة الأمين العام لحركة النهضة، فاتح ربيعي، حول المنصب الذي سيتبوأه في حال عودته مجددا إلى الحركة التي أسسها وأرسى دعائمها، إضافة إلى الصلاحيات التي ستمنح له في هذا الإطار والتي اعتبرها شخصيا بمثابة ضمان سياسي وقانوني يجنبه تكرار سيناريو التجارب السابقة التي عاشها في الإصلاح وفي النهضة قبلا، خاصة مع إصرار عدد من إطارات مجلس شورى الأخيرة على أن عودة الشيخ لن تكون إلى بصفة مناضل ليس إلا، وهو الخيار الذي لم يتقبله جاب الله. واتهم الشيخ في حديث لوكالة ''قدس برس''، قيادات في الحركة بنسف مساعي لم الشمل والمساهمة في توقفها، مشيرا إلى أن اللجنة التي تم تشكيلها لتوحيد حركة النهضة التاريخية، انتهت إلى قرارات تحفظت عليها بعض القيادات، بعدما أضافت شرطا آخرا هو الانخراط في النهضة والقبول بقانونها الأساسي، وهو الأمر الذي اعتبره المتحدث مرفوضا لأن الأمر لا يتعلق بانخراط وإنما بلم شمل جميع قيادات النهضة، الذي هو جزء من حلقة متكاملة خطوتها الأولى، حسب جاب الله هو جمع القيادات التاريخية للحركة سواء تعلق الأمر بتلك الموجودة حاليا داخلها أو تلك الخارجة عنها أو في حركة الإصلاح بجناحيها أو بالغالبية العظمى من الذين آثروا الانكفاء في انتظار مناخ جديد يكون مناسبا لعودتهم إلى العمل.