كشفت مصادر إعلامية غربية عن أنباء تفيد بدفع اسبانيا 5 ملايين دولار لتنظيم ما يسمى القاعدة نظير إخلاء سبيل ثلاثة رعايا أسبان محتجزين لديها منذ شهر نوفمبر الماضي. وذكرت صحيفة ''الموندو'' الاسبانية ان مدريد دفعت فدية لتنظيم إرهابي ناهزت 5 ملايين دولار سلمها نقدا إلى احد أعيان مالي يلعب دور الوسيط بين الطرفين، وذلك مقابل تحرير ثلاثة أسبان خطفوا في موريتانيا في 92 نوفمبر الماضي كانوا في طريقهم نحو السنيغال في مهمة إنسانية. وقالت الصحيفة في عددها لنهار أمس الأحد إن اتفاقا جرى التوصل إليه نهاية شهر جانفي الماضي بين الطرفين يقضي بدفع الفدية، ولم يتسن تنفيذه الى غاية توفر الظروف في الميدان. ولم تنف الحكومة الاسبانية هذا الخبر، وذكرت ''الموندو'' ان معلوماتها مستقاة من مصدر حكومي. ونقلت تصريح لمسؤول في وزارة الداخلية قوله بان عملية إطلاق سراحهم قد تكون في آية لحظة. وكان التنظيم الإرهابي خطف في نوفمبر الماضي ثلاثة رعايا اسبان: إليسيا غاماز وروكي باسكوار وألبير فيالتا وزوج ايطالي في صحراء موريتانيا قبل ان يتم نقلهم الى شمال مالي، ورجحت مصادر ان تكون جماعات قطاع طرق وتجار أسلحة قاموا بخطف هؤلاء الرعايا الغربيين قبل ان تقوم بتسليمهم للعناصرالارهابية نظير الحصول على مقابل مادي. وتأتي الخطوة الاسبانية عكس كل التوقعات خاصة بعد تبني مجلس الأمن الاممي قبل اقل من شهرين للائحة 4091 التي تجرم منح الفدية للعناصر الإرهابية مقابل إخلاء سبيل مختطفين لديها. وبادرت الجزائر بهذا المقترح الذي حظي بموافقة أغلبية أعضاء مجلس الأمن بما في ذلك الدول الدائمة العضوية. وقد يؤدي الموقف الاسباني هذا الى تشجيع الحكومة الفرنسية على اتباع نفس الخطوة لإطلاق سراح بيار كامات الرعية الفرنسي المختطف هو الآخر منذ نوفمبر الماضي والمعتقل في شمال مالي. وضغطت الحكومة الفرنسية على نظيرتها المالية وحملتها مسؤولية عملية الاختطاف التي تمت فوق أراضيها وطالبت منها اتخاذ خطوات من اجل ضمان نهاية سعيدة للرعية الفرنسي، وهو ما ادى بالجانب المالي الى الإعلان قبل ايام وبصفة غير رسمية عن قرب الإفراج عن أربعة إرهابيين معتقلين لديها منذ مدة وهو الشرط المقدم من طرف الخاطفين للإفراج عن الرعية الفرنسي. وغير مستبعد ان تقرن هذه الخطوة (إطلاق سراح هؤلاء الإرهابيين) بدفع فدية لم يتم الحديث عنها الى غاية اليوم.