عقدت أمس بقصر المعارض الصنوبر البحري الندوة الوطنية الأولى حول صناعة وترقية الكتاب في الجزائر، حضرها عدد كبير من رؤساء اتحادات الناشرين العرب (سوريا، السودان، ليبيا)، وبالإضافة لحضور محمد علي بيوض أمين عام اتحاد العرب الناشرين.. أشار أحمد ماضي رئيس النقابة الوطنية لناشري الكتب الجزائريين أن هدف النقابة هو التجاوب مع المشاريع الكبرى لتطوير الكتاب، ومنها مشروع فخامة رئيس الجمهورية في تعميم القراءة وتدعيم الكتاب، وأكد أحمد ماضي في الكلمة التي ألقاها أمس على ضرورة الرفع من حركة النشر وتطوير الكتاب عن طريق إيجاد آليات لتوزيعه. من جانب آخر استعرض الطيب ولد لعروسي مدير مكتبة معهد العالم العربي بباريس أرقاما مخيفة بشأن القراءة والترجمة في العالم العربي، حيث صرح خلال الندوة الوطنية الأولى حول صناعة وترقية الكتاب في الجزائر أن الفرد في العالم العربي يقرأ نصف صفحة في السنة ويتعامل مع التقنيات الحديثة بنسبة 3 ٪، وأضاف قائلا إن ما يترجم من العربية وإليها لا يتجاوز 1٪ في حين أن ما يقرأه الفرد الإنجليزي في السنة يصل إلى 11 كتابا، وأن ما يترجم إلى الإنجليزية يتجاوز 43٪. وشدد الطيب ولد لعروسي على ضرورة النظر إلى هذه المفارقات التي وصفها بالغريبة، وأكد على ضرورة أخذها بعين الاعتبار وقال: يجب أن نجد حلولا. ومع نفس النظرة التشاؤمية لوضعية القراءة وسياسة تسويق الكتاب وإنتاجه، استعرض الروائي والكاتب الجزائري الحبيب سايح غياب تقاليد تحبب القراءة للطفل، وقال إنه قديما كانت تخصص في الثانويات ساعات للقراءة، وهو الأمر الذي لم يعد يطبق اليوم، كما ذكر الحبيب سايح أيضا غياب المكتبات الجميلة في المدارس الابتدائية والتي كانت تفتح شهية الطفل للاستمتاع بالقراءة والإبحار في عوالم القصص الجميلة، وقال لحبيب سايح: ''كل هذا لم يعد له أثر اليوم، إن المدارس الابتدائية والثانويات التي تشيد اليوم لم يعد يخصص لها فضاء للمكتبات وهذا شيء محزن، كيف يكتب الكاتب ويضمن أن إنتاجه سيصل للقارىء؟''. كما أكد الحبيب سايح على فكرة أن شغف القراءة تخلقه الرواية، وقال إن القارئ المحب للكتاب تعوّد على المطالعة من خلال الرواية، وهو أمر ليس نابعا من الفرد وإنما هو عمل جماعي تساهم في بنائه معطيات كثيرة بما في ذلك المحيط المتكون من الأسرة، المدرسة وحتى الشارع. وقال الحبيب سايح بأنه يجب أن تعقب هذه الندوة ندوات أخرى. في حين أكد رؤساء اتحادات الناشرين في (سوريا، السودان، ليبيا وأمين عام اتحاد العرب للناشرين) على أهمية عقد مثل هذه الندوات حول الكتاب لإضفاء صفة الإنسانية على الناشر. هذا وأكدت مصادر موثوقة ل ''المستقبل'' أن الندوة الوطنية الأولى حول صناعة وترقية الكتاب في الجزائر، أبانت عن عدم مصداقية النقابة الوطنية لناشري الكتب في ظل غياب معظم الناشرين الجزائريين في هذه الندوة أو من جهة أخرى فقد أظهرت هذه الندوة -حسب مصادرنا دائما- أن غياب وزارة الثقافة عن الندوة دليل على عدم إمكانية التعايش بين الوزارة والمكتب التنفيذي الحالي للنقابة. كما أسرت مصادرنا ل ''المستقبل'' بأن الندوة لم ترق إلى مستوى الطموح بسبب تغلب المصالح الشخصية على المصلحة العامة للنقابة. وينتظر أن تختتم أشغال الندوة الوطنية الأولى حول صناعة وترقية الكتاب في الجزائر اليوم بالتطرق لمواضيع مهمة كسياسة الكتاب في الجزائر، ونشر الكتاب المدرسي في الجزائر.