شدد المشاركون في الندوة الدولية الأولى من نوعها، في الجزائر، حول صناعة وترقية الكتاب التي نظمتها النقابة الوطنية لناشري الكتب، أول أمس بقصر المعارض، الصنوبر البحري بالعاصمة واختتمت أمس الثلاثاء، على ضرورة إيجاد حلول ناجعة لتسهيل حركة تداول الكتاب بين الأقطار العربية والارتقاء بصناعته لتكون في مستوى الرسالة الثقافية التي تضطلع بها دور النشر. تناول المشاركون في أشغال هذه الندوة عدة محاور من ضمنها صناعة وترقية الكتاب، إشكالية المكتبات والقراءة في الجزائر، وكذا الكتاب وعلاقته الكتاب بالإعلام. وفي هذا الصدد، أكد الأمين العام لاتحاد الناشرين العرب، أحمد علي بيضون، على ضرورة انخراط دور النشر المتواجدة على مستوى الدول العربية في اتحاد الناشرين العرب لتعميق وإغناء الثقافة العربية، ونوه المتحدث بنشاط الناشرين الجزائريين. وقال بيضون إنه على الناشر العربي أن يدرك أن شرف المهنة يتطلب منه أن يرتقي إلى مستواها، وأن يكون له إلى جانب هدفه الربحي رسالة تضبط سلوكه التجاري وعن سؤال حول وجود أزمة في إنتاج الكتاب وإمكانية إحلال الكتاب الإلكتروني محل الكتاب الورقي، قال بيضون:”لا وجود لأزمة في إنتاج الكتاب، ففي لبنان مثلا هناك إنتاج متواصل للكتاب غير أن الأزمة الحقيقية تتمثل في صعوبة إيصال الكتاب بين المشرق والمغرب، ولم أشعر في يوم من الأيام أن الكتاب الإلكتروني سيأخذ مكان الكتاب المكتوب لأنه لا توجد متعة تعادل متعة فتح الكتاب وقراءة صفحاته”. ومن جهته دعا رئيس اتحاد الناشرين السودانيين، عبد الرحيم محمد مكاوي، إلى إيجاد حلول لمشكلة تداول الكتاب في العالم العربي، ومن ذلك التخفيف من القيود الجمركية التي تؤثر في حركة الكتاب وتوفير الدعم المالي لمختلف المشاريع الخاصة بعالم النشر. وانتقد رئيس اتحاد الناشرين السوريين، محمد عدنان سالم، في تدخله بعض دور النشر التي تسعى إلى تحقيق الربح السريع على حساب جودة وأهمية المادة التي تنشرها، بحيث تعمد إلى نشر أعمال رديئة بدعوى تشجيع المبدعين. فيما أشار الروائي حبيب سائح في مداخلة له بهذه الندوة، إلى أهمية دعم الدولة للناشرين من خلال تخفيض أعباء الضرائب وضمان عقود مع دور النشر لشراء نسبة من إصداراتها، كما دعا إلى إنشاء مكتبات متخصصة بشروط تجارية محفزة. وصرّح رئيس النقابة الوطنية لناشري الكتب، أحمد ماضي، ل”الفجر”، أن هذا اللقاء يهدف إلى إيجاد سبل ناجعة للنهوض بصناعة الكتاب في الجزائر، من خلال التعاون بين الناشرين الجزائريين والعرب، على أمل أن يكون هناك في القريب العاجل تعاون آخر مع دول أوربية أخرى رائدة في صناعة الكتاب، وطرق تسويقه.