انطلقت أمس بقصر المعارض أشغال الندوة الوطنية الأولى حول صناعة الكتاب وترقيته في الجزائر وذلك بمبادرة من النقابة الوطنية لناشري الكتب وتحت رعاية رئيس الجمهورية.الندوة عبارة عن وقفة تقييمية لمسار الكتاب والمقروئية في الجزائر، كما أنها انطلاقة للتأسيس لصناعة الكتاب ونشره. الجلسة الصباحية افتتحها محمد الطاهر قرفي وألقى كلمة الافتتاح فيها السيد أحمد ماضي رئيس نقابة الناشرين الذي استعرض أهم محاور هذه الندوة ومنها "إشكالية المكتبات والقراءة" و"النصوص القانونية المنظمة لصناعة الكتاب" و"الكتاب وعلاقته بالإعلام"، و"سياسة الكتاب في الجزائر" و"الكتاب المدرسي". وعبر السيد ماضي عن أمله في أن يكون الكتاب متوفرا في بلادنا قبل توفر الرغيف وأن يتوجه أغنياء المجتمع إلى الاستثمار في الكتاب باعتباره عاملا أساسيا في حركة التنمية، ودعا في الوقت نفسه الناشرين إلى التجاوب مع المشاريع الكبرى للدولة قصد النهوض بالكتاب خاصة وأن رئيس الجمهورية من بين الراعين لمشروع النهوض بالكتاب في الجزائر. كما دعا السيد محمد علي بيوض أمين عام اتحاد الناشرين العرب إلى تعميم ظاهرة النشر المشترك كما هو حاصل الآن بين الجزائر ولبنان ليشمل كل البلدان العربية، كما حث بالمناسبة الناشرين الجزائريين على الانخراط في اتحاد الناشرين العرب. أما السيد محمد بن عدنان سالم رئيس اتحاد الناشرين السوريين فأكّد أنّ الناشر العربي بدأ يعي ثقل أمانة الكتاب وشرف مهنته وبالتالي يريد الارتقاء بها إلى مستواها كرسالة تضبط سلوكه التجاري تماما كما يفعل الطبيب مع رسالة الطب. محمد عبد الرحمن مكاوي رئيس اتحاد الناشرين السودانيين آثر الحديث عن الجزائر وعن رموزها في الثقافة والجهاد وأهدى اللقاء قصيدة لأغنية سودانية عن الجزائر أُنتجت منذ 50 عاما. أما عن الكتاب فرأى أنّ التواصل العربي غير فعال وأنّ التبادل مع الجزائر والسودان يستحق اهتماما أكثر. مدير مكتبة معهد العالم العربي بباريس الأستاذ الطيب ولد لعروسي وقف عند إشكالية التوزيع فطبع ألف عنوان مرتبط بتوزيعه، ثم قال: "إن العالم العربي يقرأ نصف صفحة في السنة، ويستعمل التقنيات الحديثة ب3 بالمائة، ويترجم 1 بالمائة، بينما الإنجليزي يقرأ 11 كتابا سنويا ويستعمل الأنترنت ب70 بالمائة، (استعمالا علميا) ويترجم 43 بالمائة. تحدث المحاضر أيضا عن إشكالية المكتبات العمومية وضرورة تطويرها. الروائي الحبيب السايح ألح على ضرورة بناء الهوية والذاكرة والانسجام مع الذات من خلال الكتاب، إضافة إلى نشر المطالعة العمومية من أجل أن يصل الكتاب إلى القارئ في شكله الجميل، ومضمونه الملبي لحاجة جميلة يبحث عنها القارئ.